الحياة على المريخ
يعتقد الباحثون أن مهمة العثور على مصدر للميثان المكتشف بالغلاف الجوي لكوكب المريخ قد يكون لها إجابة في غضون الأشهر المقبلة.
حيث بدأ العلماء تجربة هدفها حل أهم ألغاز الفضاء، والأكثر إثارة للاهتمام وهو لغز الميثان العظيم المريخي.
هم يأملون في تحديد ما إذا كانت الغازات التي تم اكتشافها على الكوكب الأحمر في السنوات الأخيرة هي جيولوجية المنشأ أم تنتجها الكائنات الحية وبالتالي تكون دليل على وجود الحياة على المريخ.
الحياة على المريخ حقيقة أم خيال:
ينتج غاز الميثان على الأرض في الغالب من خلال الميكروبات، على لرغم من أنه يمكن توليده بواسطة عمليات جيولوجية بسيطة نسبيًا تحت سطح الأرض.
لقد تم تصميم The ExoMars Trace Gas Orbiter الذي كان فوق المريخ لأكثر من عام لكي يحدد أي من هذه المصادر هي المسئولة عن غاز الميثان في الكوكب.
وفي الأسبوع الماضي تم نشر أجهزة استشعار على متن الطائرة وبدأت في قياساتها الأولى على الغلاف الجوي للكوكب.
لقد قال مارك ماكوجرين (مستشار كبير للعلوم والتنقيب في وكالة الفضاء الأوروبية):
“إذا وجدنا آثارًا من الميثان الممزوج بجزيئات عضوية أكثر تعقيدًا ، فسيكون ذلك علامة قوية على أن الميثان الموجود على المريخ له مصدر بيولوجي وأنه يتم إنتاجه – أو تم إنتاجه من قبل – بواسطة الكائنات الحية”.
وأضاف أنه : “إذا وجدنا أنه يخلط بالغازات مثل ثاني أكسيد الكبريت ، فإن ذلك يشير إلى أن مصدره جيولوجي ، وليس بيولوجي.
بالإضافة إلى ذلك، يميل الميثان المصنوع بيولوجيًا إلى احتواء نظائر الكربون الخفيف على نظائر الكربون أكثر من الميثان المصنوع جيولوجيًا “.
صورة مسرِّب الغاز الذي يُعتقد أنه الغلاف الجوي المريخي
من وكالة الفضاء الأوربية
وفي الوقت نفسه سلكت المركبة المدارية الرئيسية مسارًا بيضاويًا حول المريخ، ومنذ ذلك الحين قام مهندسو الفضاء بتغيير هذا المدار عدة مرات بحيث تدور المركبة الآن حول الكوكب على بعد 250 ميلًا فوق السطح.
وقد صوب المهندسون أدواتهم نحو الكوكب وبدأوا في أخذ القياسات قبل بضعة أيام.
ويتوقع العلماء أن الأمر سوف يستغرق أكثر من عام، لكنهم يأملون في أن يكون لديهم فكرة جيدة عن الأمر في غضون شهر أو شهرين ما إذا كان مصدرها بيولوجيًا أم جيولوجيًا.
دلائل سابقة على وجود غاز الميثان على المريخ:
لقد وجد علماء الفلك دلائل وإشارات عن الميثان على المريخ في عدة مناسبات سابقة. في عام 2004 ، رصدت المركبة الأوروبية Europe’s Mars Express orbiter مستويات الميثان في الغلاف الجوي بنحو 10 أجزاء في المليار.
وبعد مرور عشر سنوات، سجلت شركة Nasa’s Curiosity rover وجود الغاز على السطح. بشكل حاسم ، ينفجر الميثان الجوي بسرعة في وجود الأشعة الشمسية فوق البنفسجية.
وبالتالي فإن وجودها المستمر على سطح المريخ يشير إلى أنه يتم تجديده من مصدر في مكان ما على هذا الكوكب.
غاز الميثان بيولوجي أم جيولوجي المنشأ:
إذا وجد أن الميثان بيولوجي المنشأ، عندها يجب التفكير في سيناريوهين: إما أن الميكروبات المنقرضة منذ فترة طويلة، والتي اختفت منذ ملايين السنين قد تركت الميثان يتسرب ببطء إلى السطح.
أو أن بعض الميثان يدل على أن الكائنات الحية لا تزال على قيد الحياة تحت الأرض.
أما إذا وجد أن الغاز جيولوجي المنشأ، فإن هذا الاكتشاف قد يكون له آثار هامة على الأرض، فإنتاج الميثان – جيولوجياً – يتم بواسطة عملية تعرف باسم “serpentinisation”.
والتي تحدث عندما يتفاعل الزيت الأولي، وهو معدن موجود على المريخ، مع الماء.
يقول ماكوجرين: “إذا وجدنا أن غاز الميثان ينتج عن طريق عمليات جيوكيميائية على المريخ، فإن ذلك سيشير على الأقل إلى أنه يجب أن تكون هناك مياه سائلة أسفل سطح الكوكب.
وبالنظر إلى أن الماء أمر حيوي للحياة، سيكون ذلك بمثابة أخبار جيدة لأولئك الذين يأملون في العثور على كائنات حية على المريخ ذات يوم، وعلى دليل على وجود الحياة على المريخ”.
ناسا تُطلق Insight Lander في مهمة إلى المريخ