تقدير الذات يمكن تعريفه على أنه التقييم الكلي الشخصي الذي يقوم به الفرد نحو ذاته، إما أن يتخذ صورة إيجابية وإما صورة سلبية فهو يدل على مدي إيمان الفرد بنفسه وقدرته وأهليته في الفور بأعلى مراتب الحياة، هو ذلك الشعور الذي يمنح الفرد القدرة على الاعتزاز بنفسه ومعرفة قيمتها بين الاخرين.
تقدير الذات يخضع للمتغيرات والتأثيرات الذاتية والخارجية ويتأثر بردود الأفعال والفترات الزمنية والتجارب الحياتية والمشاعر طيبة كانت أو سيئة هو يعني في الأساس ثقة الشخص بأنه جدير بالحياة والسعادة وأن له شأن ودور داخل المجتمع وبين الأفراد المحيطين.
أهمية تقدير الذات علي سلوك الفرد في المجتمع
شرط أساسي من شروط السلوك الإيجابي المثمر داخل أي مجتمع هو تقدير الذات بشكل عام، فأننا نكون أفضل في كل ما نقوم به عندما نثق في دواخلنا أننا نستحق ما وكل إلينا من أعمال وأننا أهل للنجاح في كل شيء نفعله فهو الدافع الأكبر الذي يشعل الحماس والقوة داخل المرء ليصبح قادر علي بلوغ أصعب الأهداف.
يقول تشارلز غارفيلد ” أبرز عنصر مشترك بين من هم بلغوا ذروة أدائهم هو الإيمان الراسخ النابع من ذواتهم بأنه سينجحون”
تأثير مفهوم تقدير الذات على الأداء في العمل
تشير الأبحاث التي أجريت على مجموعة من الموظفين الذين يتوفر لديهم قدر أعلي من تقدير الذات بأنهم منتجين مقارنة بهؤلاء العاملين الذين يشعرون بمستوي أقل من التقدير الذاتي، وذلك لأن هؤلاء المنتجين أكثر قابلية علي تحمل العمل وأعلي قدرة علي تحمل الضغوط.
في إحصائية أجرتها مؤسسة غالوب في العام 1992 وجد أن هناك 89% ممن أجريت عليهم الدراسة يعتقدون بأن تقدير الذات عامل مهم في تحفيز الموظفين على العمل والإنتاج، حيث جاء ذلك الحافز في المرتبة الأولي متخطيًا الكثير من المحفزات الأخرى.
تقدير الذات ودوره الإيجابي في صناعة القادة
هو أحد أبزر السمات التي تتوفر في القادة الكبار، فقد جرت العادة على أن الشخصية القيادية هي التي يتوفر لديها عامل الحسم وتنفيذ الخطط المحسوبة القادرين على اتخاذ القرارات الهامة والقوية هؤلاء الذين يرفعون مستويات توقعاتهم ورغباتهم إلي أعلي مراحل النجاح.
يقول نورمان هيل ” هناك عامل أساسي يتفق عليه كل من يبحثون علم القيادة تقريبًا وهو أن من يملكون القدرة في السيطرة والتأثير على الآخرين يملكون درجة كبيرة من تقدير الذات”.
تعزيز العلاقات البشرية نتيجة منطقية لتفعيل تقدير الذات
بناء العلاقات الاجتماعية والشخصية القوية يحتاج في البداية إلي حب ذاتي نابع من داخل الفرد فكلما زاد حب الإنسان لنفسه كلما زاد ارتباطه بالآخرين، فالمرء الذي يتوفر لديه مقدار كافي من تقديره لذاته لا ينظر للآخرين بريبة أو حذر أو حسد، بل يصبح أكثر احتراما وتعاونًا مع الآخرين.
يؤكد ذلك ما قالته فيرجينيا ساتير ” تنبع التفاعلات البشرية الجيدة والسلوكيات الطبيعية المألوفة من الأفراد الذين يتمتعون بقدر كاف من تقديرهم لذواتهم وإحساسهم بقيمتها”.
العلاقة السببية بين تقدير الذات والحالة النفسية للفرد
تشير الكثير من الأبحاث إلى أن التقدير السلبي للذات يرتبط بشكل مباشر مع حالات التوتر والاكتئاب والعصبية والخجل والرغبة في اللجوء إلى العدوانية وعدم الرضا الكامل بالحياة، كما أن هناك ارتباط بين تقدير الذات سلبيًا وبين تعاطي المخدرات وتناول الكحوليات والرغبة في الانتحار.
يقول كارل روجرز ” أساس المتاعب التي تظهر في حياة البشر هو أن الغالبية منهم يقللون من شأن أنفسهم ويعتبرون حياتهم بلا قيمة تذكر وأنهم لا يستحقون الارتباط مع الآخرين أو الشعور بالحب”.
وفي النهاية تقدير الذات هو شرط أساسي للحصول على المعني الكامل للحياة، وأي عوامل خارجية للتحفيز تعتب قيمة إذا كان الإنسان غير مقدرًا لذاته وأهميتها.