التخطيط المالي بات من الأساسيات الضرورية في هذا العصر الذي تتنوع فيه الإغراءات، وتتزايد فيه الالتزامات والمتطلبات الحياتية، وذلك من أجل تحديد الأولويات، معرفة أوجه النفقات وتحييدها، وأيضًا تحديد الخيارات المالية الصحيحة فيما يتعلق بإدارة شئون الاستثمار أو الادخار.
على عكس ما يعتقده الكثيرون، فإن الأمر لا يتعلق بأصحاب المشاريع أو مديري الشركات أو مالكي الثروات الضخمة وفقط، وإنما لكل شخص يرغب في إدارة موارده المالية بطريقة سليمة تساعده على البقاء آمنًا في المستقبل.
وسنتناول في هذا المقال 7 خطوات أساسية عليك معرفتها قبل البدء في تنفيذ عملية التخطيط المالي الخاص بك.
الخطوة الأولي: التفكير بعقلية أصحاب المشاريع
عليك أن تبدأ من الأن في تغيير مفاهيمك للوصول إلى التخطيط المالي الشخصي الصحيح، الأمر بسيط جدًا فكر من منظور أصحاب الأعمال وكيف يخططون لإدارة مواردهم المالية؟ والإجابة أنهم في النهاية مستثمرين يحاولون تحقيق أكبر ربح مالي وإعادة توظيفه مرة أخري لتحقيق المزيد، ففكرة التخطيط المالي الشخصي لديهم تعتمد على الاستثمار، حتى ولو كان رأس المال المستثمر صغير.
عليك الأن أن تفكر كالتالي وهي أن مجموع الدخول الشهرية أو السنوية لديك لا تتعدي 90%، نعم فكر هكذا واستقطع نسبة 10% الباقية من كل التزاماتك واحتياجاتك مهما كلف الأمر، وسنقوم باستثمار تلك النسبة في مشروع يهدف إلى الربح المادي على المدي الطويل.
الخطوة الثانية: تثبيت معدلات الإنفاق المختلفة لنجاح التخطيط المالي
هناك قواعد أساسية لا يمكن تجاوزها عند تحقيق مفهوم التخطيط المالي، وهي أنه نسبة 10% فقط من دخلك تنفق على الترفيه بكل أشكاله ونسبة لا تتعدي 30% تنفق على المسكن ونسبة 43% على الالتزامات الأساسية، والاحتياجات الضرورية للإنسان كالطعام والشراب ووسائل المواصلات والتعليم.
يبقي الجزء الأخير حتى وإن كان صغيرًا فيجب توزيعه على اتجاهين جزء للادخار لمواجهة الظروف الطارئة التي يمكن أن تتعرض لها والجزء الأخر يوجه إلى الاستثمار طويل المدي.
بالطبع تختلف تلك النسب حسب أوضاع الأشخاص وظروفهم المعيشية، لكن أي فجوة كبيرة في هذه تلك النسب فأنت أمام مشكلة حقيقة.
الخطوة الثالثة: تحديد الأهداف المستقبلية لضمان التخطيط المالي
تحقيق التخطيط المالي الصحيح وادخار الموارد الحالية لمواجهة المخاطر المستقبلية يحتاج إلى تحديد واضح في الأهداف التوقعات التي تعتبر نسبية تختلف علي حسب الأشخاص والطموحات، فهناك من يجتهد لتأمين الحاجات الأساسية له ولأسرته في المستقبل، وهناك من يخطط لبناء ثروة ضخمة، وآخر يفكر في أن يصبح من كبار أصحاب المشروعات والأعمال، لذا الخيار المحدد هو فقط من سيقوم بمساعدتك في إدارة مواردك المالية على الوجه الصحيح، وتحقيق التخطيط المالي المتوقع.
الخطوة الرابعة: احذر من الاقتراض
لا تقترض إن لم تكن مضطرًا لذلك فالكثير من المستهلكين يتوجهون إلى شراء الكماليات مهما كلف الأمر مثل السيارة الجديدة أو السفر بين البلدان المختلفة أو تغيير أثاث المنزل أو شراء أحدث إصدار من هاتف معين وغيرها من الخيارات الترفيهية التي لا يُقبل بأي من الأحوال الاعتماد على الاقتراض لشرائها، لأنك بذلك لن تصل إلى التخطيط المالي الصحيح مطلقًا.
الخطوة الخامسة: الاستعداد الكامل لمواجهة المخاطر
قد تكون الآن وأنت تقرأ هذا المقال في وضع آمن نسبيَا، ولكن من يدريك ماذا يخبئ لك المستقبل؟ قد تحدث أمور مستقبلية طارئة لا يمكن توقعها تجعلنا نغير من أوجه الإنفاق الشهرية أو السنوية لدينا وهو ما يضاعف من التأثير السلبي علي كل تحركات الفرد أو العائلة، وهو ما يستوجب تنفيذ خطط حماية شاملة لمواجهة التوقعات الأسوأ وعلي رأسها صندوق منزلي مخصص لمواجهة الطوارئ يوازي راتب 6 أشهر على الأقل.
وأخيرًا تحقيق الثراء وضمان التخطيط المالي الصحيح يستلزم بعض الوقت والكثير من الانضباط، وذلك لأن التخطيط المالي الشخصي يساعد في ترتيب الأشخاص لحياتهم ويشعرهم بالمزيد من القوة لدرجة تصل إلى الثقة في أنهم مسيطرون على كافة أمورهم.