خطبة محفلية عن بر الوالدين

دعاء السمريتم التدقيق بواسطة: محمود2 نوفمبر 2023
خطبة محفلية عن بر الوالدين

خطبة محفلية عن بر الوالدين، لقد أمرنا الله تعالى ببر الوالدين وحذرنا من عقوقهما، فرضا الله من رضا الوالدين وسخطه في سخطهما، وسنقدم لكم في هذا المقال خطبة محفلية عن بر الوالدين .

خطبة محفلية عن بر الوالدين

الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: أيها المؤمنون: يعد حق الوالدين من أعظم الحقوق الواجبة على كل مسلم، ولهذا فقد جعل الله تعالى حق الوالدين من حقه حينما قال في سورة النساء: ” وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا “.

كذلك فقد أوصانا أن نحسن إليهما حتى إذا كانا كافرين، ولكن علينا أن لا نطيعهما في معصية الله تعالى، فقد قال سبحانه في سورة لقمان: ” وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا “.

ونجد أن الله تعالى قد مدح صفة بر الوالدين في الأنبياء، فقد قال تعالى عن يحيى عليه السلام في سورة مريم: ” وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا “، كما قال تعالى عن عيسى عليه السلام في سورة مريم: ” وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا “.

أيها المؤمنون: إن بر الوالدين يقصد به الإحسان إليهما بكافة وجوه الإحسان سواء بالقول أو الفعل، فالإحسان يتحقق بالكلام الطيب، وخفض الصوت، ودوام الصلة، والخدمة، وبذل المال، وقضاء الحوائج، ومراعاة مشاعرهما وجبر خواطرهما، والعمل على رضاهما بكل الطرق.

عباد الله: لقد ورد في القرآن والسنة العديد من النصوص المختلفة التي تحذر من عقوق الوالدين، فقد قال تعالى في سورة الإسراء: ” وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا “.

يأمرنا الله تعالى في هذه الآية أن نبر بالوالدين ونحسن إليهما، خصوصًا حينما يكونان كبيران في السن، فيصبحان في حاجة أكبر للعناية والخدمة، وينهانا الله تعالى أن ننهرهما ونغلظ عليهما حتى إذا صدر منهما ما لا يتوافق مع رغبتنا، حتى إنه سبحانه وتعالى نهانا عن مجرد التأفف لهما.

ثم يرسم لنا الله تعالى صورة بليغة للرفق بالوالدين وهي خفض الجناح لهما، وفي ذلك تشبيه بالطائر الذي يقوم بخفض جناحه لفراخه لكي يحنوا عليهما، فعلينا أن نجازيهما على ما قدماه لنا في صغرنا من عناية وتربية.

خطبة محفلية عن بر الوالدين
خطبة محفلية عن بر الوالدين

وقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث أن توضح فضل بر الوالدين ، من بينها ما ورد في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – أنه سأل النبي – صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أحب إلى الله؟! قال: “الصلاة على وقتها”، فقلت: ثم أي؟! قال: “بر الوالدين”، قلت: ثم أي؟! قال: “الجهاد في سبيل الله”. وهنا يتضح لنا عظم أجر بر الوالدين، فهو من الجهاد.

وأخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف»، قيل: من؟ يا رسول الله قال: «من أدرك أبويه عند الكبر، أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة»

أيها الشاب المسلم الحبيب: عليك أن تعلم أن برك بوالديك وطاعتك لهما ما هو إلا دليل لمرؤتك ونبلك، كما أنه طريق لسعادتك في الدنيا والآخرة. أخي الحبيب إن والديك هما سبب وجودك في الدنيا، وهما أرحم الخلق بك وأقربهم إليك، فهما يشقيان في الدنيا لكي تسعد، ويتعبان لكي تستريح، ويجوعان لكي تشبع، ويعطيانك بلا مقابل.

لقد حمتلك أمك ببطنها تسعة أشهر، وتحملت الكثير من المصاعب بحملك ووضعك، وكانت دائمة الصبر على أذاك ومرضك وتنظيفك بالصغر، وكذلك أبوك فقد قام بتربيك وأنفق عليك، وقد تعب كثيرا لكي يرعاك صبيا ومراهقا.

قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: “إن لي أُماً بلغ منها الكِبَر أنها لا تقضي حوائجها إلا وظهري لها مطية، فهل أديتُ حقها؟ قال: لا. لأنها كانت تصنع بك ذلك وهي تتمنى بقاءَك، وأنت تصنعه وأنت تتمنى فراقها، ولكنك محسن، والله يثيب الكثير على القليل”.

أخي المسلم، إياك أن تقدم مصالحك الشخصية أو رغباتك ورغبات أصدقائك، أو هوى زوجتك على رضا والديك، فهما أحق الناس بحسن صحبتك، واحذر ممن يحثك على عصيان والديك أو التقصير في حقهما، فمثل هؤلاء لا خير في صحبتهم ابدًا. قال عمر بن عبد العزيز – رحمه الله -: “لا تصحب عاقًّا لوالديه؛ فإنه لن يبرك وقد عق والديه”.

أن عقوق الوالدين أيها المسلمون ذنب عظيم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” الكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَاليَمِينُ الغَمُوسُ “، فمن وقع في هذا الذنب عليه أن يبادر بالتوبة النصوح قبل أن تضيع الفرصة ويندم في وقت لا ينفع فيه الندم.

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد الأنبياء والمرسلين، أقول قولي هذا وأستغفر الله -العظيم الجليل- لي ولكم من كل ذنبٍ وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

خطبة محفلية عن بر الوالدين
خطبة محفلية عن بر الوالدين

خطبة ثانية قصيرة عن بر الوالدين

الحمدلله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد إيها المسلمون: فإن بر الوالدين لا ينقطع بموتهما، بل هو مستمر حتى بعد الموت، حيث أخرج الإمام أحمد من حديث مالك بن ربيعة الأسلمي قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله: هل بقي عليّ من بر أبوي شيء بعد موتهما أبرهما به؟! قال: “نعم، خصالٌ أربع: الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما، فهذا الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما”.

كذلك ورد في صحيح مسلم أن ابن عمر -رضي الله عنهما- لَقِيَهُ رجل بطريق مكة فسلم عليه عبد الله وحمله على حمار كان يركبه وأعطاه عمامة كانت على رأسه، قال ابن دينار: فقلنا له: أصلحك الله، إنهم الأعراب، وإنهم يرضون باليسير، فقال عبد الله: إن أبا هذا كان ودًّا لعمر بن الخطاب، وإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “إن أبرّ البر صلةُ الرجل أهل ود أبيه”.

وقد تكون محاولتك لبر والديك بعد موتهما فرصة لكي تمحو تقصيرك بحقهما خلال حياتهما، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ الْعَبْدَ لَيَمُوتُ وَالِدَاهُ أَوْ أَحَدُهُمَا، وَإِنَّهُ لَهُمَا لَعَاقٌّ، فَلَا يَزَالُ يَدْعُو لَهُمَا، وَيَسْتَغْفِرُ لَهُمَا حَتَّى يَكْتُبَهُ اللهُ بَارًّا ” أخرجه البيهقي في شعب الإيمان.

لذلك يجب على العبد دائمًا أن يحرص على الدعاء لوالديه، وأن لا يغفل عن التصدق عنهما بعد وفاتهما، وأن يصل أرحامهما وأحبائهما، لعل الله تعالى أن يتجاوز عما ارتكبه من تقصير في حقهما في حياتهما.

ربنا ارحم والدينا كما ربونا صغاراً.

عباد الله صلوا وسلموا

https://www.youtube.com/watch?v=ooQlysQ_mTY

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى