أفضل خطبة قصيرة جدا عن الصدق

منهتم التدقيق بواسطة: هبة سامي29 مايو 2023
خطبة قصيرة جدا عن الصدق

خطبة قصيرة جدا عن الصدق ، الصدق هو عنوان المسلم الذي يجب عليه أن يتحلى به طول حياته ، فهو المنجاة وأول دروب الخير ، وصفة من صفات الأنبياء والمؤمنين والصالحين، وهو من صفات أهل الجنة أيضا، ، وجاء ذلك في عدة أحاديث شريفة ، كما اتصف النبي صلى الله عليه وسلم بالصدق وسمي بالصادق الأمين . 

خطبة قصيرة جدا عن الصدق 

الخطبة الأولى

خطبة قصيرة جدا عن الصدق

أما بعد:

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة:119].

قد أمر الله بالصدق في عدة آيات، وأثنى على الذين يرعون العهد والأمانات، وأخبر بما لهم من الثواب الجسيم، فقال: (هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [المائدة: من الآية119].

وقال صلى الله عليه وسلم: ” عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر, وإن البر يهدي إلى الجنة, ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق, حتى يكتب عند الله صديقاً”.

فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الصدق يهدي إلى البِّر, والبِّر: اسم جامع لكل خير وطاعة, وإحسان إلى الخلق، والصدق عنوان الإسلام، وميزان الإيمان, وعلامة الكمال.

وإن لصاحبه المقام الأعلى عند الملك المتعال، بالصدق يصل العبد إلى منازل الأبرار، وبه تحصل النجاة من الآفات وعذاب القبر وعذاب النار.

بالصدق يكون العبد معتبراً عند الله وعند الخلق، قال صلى الله عليه وسلم: ” البيعان بالخيار, فإن صدقا وبيَّنا, بورك لهما في بيعهما, وإن كذبا وكتما, مُحِقَت بركةُ بيعهما”.

فالبركة مقرونة بالصدق والبيان، والتَّلف والمحق مقرون بالكذب والكتمان؛ والمشاهدة أكبر شاهد على ذلك والعيان.

لا تجد صادقاً إلا مرموقاً بين الناس بالمحبة والثنا التعظيم، ولا كذّاباً إلا ممقوتاً بهذا الخُلُق الأثيم.

الصادق يطمئن إلى قوله العدوُّ والصديق، والكاذب لا يثق به بعيدٌ ولا قريب، الصادق الأمين, مؤتمن على الأموال والحقوق والأسرار، ومتى حصل منه كبوة أو عثرة, فصِدْقُه شفيع يقيه العثار، والكاذب لا يؤمن على مثقال ذرة, ولو فرض صدقه أحياناً, لم تحصل به الثقة والاستقرار.

ما كان الصدق في شيء إلا زانه, ولا الكذب في شيء إلا شانه.

الصدق طريق الإيمان، والكذب بريد النفاق.

اللهم تفضل عليها بالصدق في أقوالنا وأفعالنا, وجميع أحوالنا, إنك جواد كريم رءوف رحيم.

الخطبة الثانية

عبادَ الله:

يقول الله جلّ وعلا مخاطباً عبادَه المؤمنين السّامِعين الطائعين المستجِيبين آمرًا لهم:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة:119].

أمرهم بتقواه وأن يَكونوا معَ الصادقين، ومن أهل الصّدق، وأن يلزَموا الصِّدقَ في أقوالهم وأفعالهم، لأن الصدقَ يهدِي إلى البر، والبر يهدي للجنة، ولا يزال العبد يصدُق ويتحرّى الصدق حتى يكتَب عند الله صِدّيقًا، وأنتم بلا شك تعرفون منزلة الصديقية.

عباد الله: المؤمن لا يكون إلا صادقًا مع ربّه، صادقًا مع نفسِه، صادقًا في تعامُله مع غيره.

المؤمن إيمانا حقيقيا تجده صادقاً مع ربِّه في إيمانه، آمن ظاهرا وباطنا، آمن قلبه واستقامت جوارحه؛ يعلم بأنّ الله وحدَه هو المستحِقّ أن يعبَد دون سِواه، عكس المنافق، آمَن ظاهرًا وكفَر باطنًا، آمَن اللِّسان وكفَر القلب، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ ءامَنُواْ قَالُوا ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءونَ اللَّهُ يَسْتَهْزِىء بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [البقرة:14، 15]. وقال أيضا: ﴿ إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾ [المنافقون:1].

المؤمن إيمانا حقيقيا لا يخادع لأنه يعلم بأن الله جلّ وعلا عالم بما يضمر وما يخفي، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِى صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران:29].

المؤمن إيمانا حقيقيا صادق في دعوتِه إلى الله، يحبُّ الخير لأمّتة ويسعي في سبيل هدايتها وإرشادِها وإخراجها مِن ظلماتِ الجهل إلى نورِ العلم.

المؤمن إيمانا حقيقيا واضحٌ في منهجه، ظاهرُه وباطنُه سواء؛ ليس هدفُه إبراز شخصه ولا أن يُتحدّث عنه، شعاره: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيك لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْت وَأَنَا أَوَّل الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162،163].

المؤمن إيمانا حقيقيا صادق في أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فتجده يأمر بالمعروف بصِدق، وينهى عن المنكر بصدق، حريص على إنقاذ العباد من المخالفات الشرعية.

المؤمن إيمانا حقيقيا صادقُ في أداء الصلاة وإيتاء الزكاة وصومِ رمضان وحجِّ بيت الله الحرام، وفقِ ما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عباد الله: إن الإنسان الصادقَ تطمئنّ إليه النفس، ويرتاح إليه القلب، حديثه صدقٌ، محبّته صادقة، نصيحته صادقة، يحبّ لك ما يحبّ لنفسه، ويكرَه لك ما يكرَه لنفسه.

عباد الله: المؤمن الصادقُ يؤدّي الشهادةَ بما يرضي الله، لا يحمِله حبّه للشّخص أن يشهدَ له بالباطل، ولا يحمِله بغضه لشخص أن يشهدَ عليه بالباطل، بل هو يؤدِّي الشهادةَ على الوجه المرضيّ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء للَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ ﴾[النساء:135].

المؤمن الصادقُ لا يخون ولا يغش ولا يخدع ولا يدلّس، معاملاته كلها صدقٍ ووفاء.

المؤمن الصادق يَظهر أثرُ الصدق عليه فيما تولى وتحمّل من مسؤولية، فهو لا يتَّخذ مسؤوليتَه وسيلةً للثراء، ولا وسيلة للانتقام، ولا وسيلةً للسمعة والرياء، ولكنّه يؤدّي الأمانة المطلوبةَ منه أداءً كاملاً بصدقٍ وإخلاص وخوفٍ من الله.

المؤمن الصادق وَفيٌّ بالتزاماته يحترم العهود والمواثيق، يعطي الناسَ حقوقهم، ولا يماطلهم، ولا يكذب عليهم.

المؤمن الصادق لا تراه إلا في فرض يؤديه أو عمل يعمل فيه.

عباد الله: الصدق سببٌ للنجاة من عذاب الله، قال تعالى: ﴿ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة:119].

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثالثة عن الصدق 

images 1 5

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه ملئ السموات والأرض وما بينهما، وملئ ما شاء الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أمّا بعد:

عباد الله: الصدقَ خُلُق كريم، فتخلَّقوا به لتكونوا من السعداء في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: ﴿ منَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً * لّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ ﴾[الأحزاب:23، 24]، وقال جلّ وعلا مبيّنًا أخلاقَ المؤمنين والمؤمنات: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ ﴾ [الأحزاب:35]، وقال جل وعلا: ﴿ فَلَوْ صَدَقُواْ اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ ﴾ [محمد:21].

عباد الله:

يجب على كل مؤمن أن يتحرى الصدق في جميع حركاته وسكناته، في أقواله وأعماله، فيما وُليَ من عمل، وفيما أوجب الله عليه من الواجبات، يتحرَّ الصدقَ ويلتزمه في جميع أحواله، ويربِّي أولاده عليه، ويسعى لنشره في أمته، واعلموا رحمكم الله أنه من يعامل الله بالصدق يجعل له مرآة يبصر بها الحق والباطل.

عباد الله: إنّ أعظم مصيبة أصيبت بها الأمة في هذا الزمان هي ضعف الصدقِ إن لم أقل ذهابه في نفوس أبنائها وتلبسهم بالكذب والغش والخداع والخيانة وعدم أداء الأمانة.

فوالله ما وصل سلفنا الصالح إلى ما وصلوا إليه إلا بالصدق، ولذلك أعزهم الله َ في الدنيا ورفع قدرهم في الآخرة، فهم صدَقوا الله في دينهم وفي تعاملهم وفي جميع أحوالهم.

عباد الله: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلَ أن يوحَى إليه كان متخلِّقًا بالصدق والأمانة، فكانوا يعرفونه بمكّة أنّه الصادق الأمين، فاصدقوا الله في أحوالكم كلّها لعلكم تفلحون.

وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على نبيكم امتثالاً لأمر ربكم، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب:56]. اللهمّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين…

اقرأ أيضًا:

موضوع عن الصدق

احاديث عن الصدق والكذب والخيانة

احاديث نبوية عن الامانة والصدق ومعنى الامانة

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى