اليوم قررنا الدخول إلى تاريخ الخوارزمي مؤسس علم الرياضيات، والذي لولاه ما سمعنا في يوم عن هذا العلم ولا ندري كيف كان سيكون شكل العالم حينها وكيف تسير المعاملات والحسابات بين الجميع.
فلقد أنجب لنا العالم الكثير من العلماء في مختلف المجالات على مر العصور، وهو ما أسفر عن وجود كم هائل من الاكتشافات والاختراعات لم نكن لنسمع عنها لولا وجود هؤلاء المبدعين.
فالإنسان لا يجب أن يمر على الدنيا دون أن يترك بصمة وإنجاز يخلد اسمه على مر الزمان ويجعل الجميع يتذكره بكل خير وبإنجازاته التي أبهرت العالم.
وعلم الرياضيات هو أحد أشهر العلوم التي لا غنى عنها في الحياة اليومية والتعاملات.
نشأة الخوارزمي وتأثيره عليه
لمن لا يعرف فهو أبي عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي، ولُد سنة 780 ميلاديًا في مدينة بغداد وشهد العصر العباسي وخلافة المأمون.
إلا أن أصوله تعود إلى مدينة خوارزم في بلاد فارس والتي تعُرف حاليًا باسم خيوا وتقع في أوزبكستان.
ومنذ صغره ويتطلع الخوارزمي إلى العلم والبحث ومعرفة كل ما هو جديد، وهو ما جعله كان يلجأ كثيرًا إلى المكتبة العلمية أو ما عُرف بخزانة الحكمة.
ولفت بذكائه الشديد واجتهاده نظر المأمون إليه وهو ما دفعه لتعينه على رأس خزانة كتبه.
وعهد إليه بجمع الكتب اليونانية وترجمتها، ومن هنا تمكن الخوارزمي من إنجاز معظم أبحاثه بين عامي 813 و 833 في دار الحكمة.
واستغل الخوارزمي الفرصة جيدًا وتمكن من دراسة الرياضيات، والجغرافيا، والفلك، والتاريخ.
هذا كله إلى جانب معرفته الكاملة بالمعارف اليونانية والهندية والتي فتحت له الطريق لزيادة المعارف.
وخلال هذه الفترة التي شهدت توهج الخوارزمي الذي لا خلاف عليه تمكن من تقديم العديد من الأعمال المهمة في الجبر والمثلثات وكذلك الخرائط والعديد من المؤلفات.
الخوارزمي وعلم الرياضيات
أبو علم الحاسوب هو واحدًا من الألقاب الشهيرة التي حصل عليها الخوارزمي بسبب تفوقه في علم الرياضيات وعلم الجبر والمثلثات.
حيث أنه أبتكر مفهوم الخوارزمية في الرياضيات وعلم الحاسوب، وأصبحت من الكلمات المنتشرة في الكثير من اللغات والتي اشتقت في الأساس من اسمه.
وتمكن الخوارزمي من القيام بالعديد من المعادلات الهامة في علم الجبر والتي نتج عنها في النهاية بعد النجاح في حل المعادلات من الدرجة الثانية إلى نشوء علم الجبر.
وباجتهاده المستمر تمكن أيضًا من تجميع و تطوير المعلومات التي كانت موجودة مسبقًا عند الإغريق وفي الهند.
كما نجح في إدخال مفهوم الصفر إلى الأعداد، إلى جانب استخدام الأرقام العربية.
لا خلاف على أن الخوارزمي هو صاحب الفضل في المقام الأول وراء فصل الجبر والمثلثات.
وأول من ينسب إليه التعامل بالأسلوب العلمي والمنطقي في معالجة علم الجبر.
كما أنه أول من أدخل النظام العددي والذي يتم العمل به في هذا العصر.
كتب ومؤلفات الخوارزمي
الكتاب الأول والأكثر شهرة للخوارزمي هو كتاب حساب الجبر والمقابلة.
والذي من خلاله تحدث عن الحل النظامي ’للمعادلتين الخطية والتربيعية‘.
وتم وضع بعض الحلول الخاصة بالعقبات التي تحدث في التوازن التجاري، وتخصيص الأراضي والميراث.
هذا بالإضافة إلى كتاب صورة الأرض.
وهو مخطوط موجود في ستراسبورغ بفرنسا، وقد تم ترجمته إلى اللاتينية.
وتمت مقارنة المعلومات الموجودة فيه بمعلومات بطليموس.
لم تتوقف انجازات الخوارزمي عند التفوق في علم الرياضيات وتأسيس علم الجبر والمثلثات وجعلهم من العلوم المستقلة فقط.
بل له باع طويل من الإنجازات الأخرى في مختلف المجالات مثل الجغرافيا وعلم الفلك.
كما أن له العديد من المخطوطات العربية في مختلف الدول العالمية وعلى رأسها:، إسطنبول، برلين، والقاهرة.