تعتمد صناعة السيارات على معرفة تراكمية فهي تعد من الصناعات الراقية بل هي من أرقى الصناعات على مستوى العالم، فهي صناعة متجددة وتشهد هذه الصناعة دائما تطورات عديدة وأنواع متجددة ومتطورة من السيارات، إذ يشهد العالم حاليا العمل على تطوير السيارات الكهربائية التي أصبحت محل أنظار العالم في الوقت الحاضر.
ويقدر الإنتاج العالمي للسيارات بنحو 1.8 مليون سيارة في الأسبوع الواحد ويستحوذ على الغالبية العظمى من هذه الصناعة ثلاثة شركات عالمية كبرى، ونتناول في هذا المقال أسباب سعي المملكة العربية السعودية نحو توطين هذه الصناعة والعائد الذي يعود على الاقتصاد السعودي منها.
صناعة السيارات
تنقسم الصناعات في الغالب إلى نوعين وهما المنتجات ذات المحتوى الواحد والمنتجات ذات المحتوى المتعدد وهذا النوع هو ما تعتمد عليه هذه الصناعة، إذ أن عدد الصناعات التي تعتمد عليها السيارة يقدر بحوالي عشرين صناعة مباشرة وما يزيد عن ثلاثين صناعة غير مباشرة، لذا تمثل صناعة السيارات للدولة التي توجد بها بئرا نفطيا لا ينضب، وتصنف السعودية من حيث استيراد قطع الغيار والسيارات كأكبر سوق بمنطقة الشرق الأوسط، إذ يبلغ حجم الإنفاق على استيراد السيارات وقطع الغيار ما يقرب من مائة مليار ريال، كما يتوقع أن ترتفع نسبة مبيعات السيارات السنوية مع قدوم عام 2020 بنسبة تقدر بنحو ثلاثين بالمائة.
مدينة لصناعة السيارات في المملكة
أعلنت المملكة العربية السعودية في الأعوام الماضية عن عدد من التجارب التي قامت بها في إطار سعيها نحو تصنيع السيارات محليا، إلا أن هذه التجارب والمحاولات السابقة لم يكتب لها النجاح لأسباب عديدة، إلا أنه قد تم الكشف في العام الماضي عن عزم المملكة بناء مدينة لصناعة السيارات بها وذلك ما تم الإعلان عنه من قبل وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية بالمملكة، ومن العوامل التي تدعم إنشاء مدينة لصناعة السيارات في المملكة العوامل الآتية:
- الموقع الجغرافي الذي تتميز به المملكة العربية السعودية إذ تتوسط منطقة الشرق الأوسط، كما تقع بين ثلاث قارات إفريقيا، آسيا، وأوروبا، مما يساهم في جعلها مركزا هاما يقوم بضخ السيارات لدول العالم والشرق الأوسط، كما يجب أن تحرص السعودية على الاهتمام بشكل أكبر بتصنيع سيارات البيك آب والجيب إذ أن هذه الأنواع تعد من الأنواع المفضلة في دول الخليج.
- توافر المواد الخام بالمملكة مثل البلاستيك والألومنيوم فهما من المواد الأولية في صناعة السيارات وتتوافر هذه المواد الأولية في المملكة بنسبة 70%، وتعد منطقتي رأس الخير والجبيل من أكثر المناطق التي تتوافر بهما هذه المواد على وجه الخصوص، ويدخل البلاستيك والألومنيوم في تصنيع أهم الأجزاء بالسيارة وهذه الأجزاء هي الجزء الداخلي والهيكل، وهذا العامل يساهم بدور كبير في نجاح المملكة في قطاع صناعة السيارات من خلال تخفيف العبء الذي يقع على كاهل المستهلك النهائي بمنطقة الخليج العربي.
- حجم سوق السيارات في السعودية ويدل على ذلك حجم ما يتم إنفاقه في قطاع السيارات من حيث استيراد قطع الغيار والسيارات ،فضلا عن التوقعات التي تشير إلى ارتفاع نسبة المبيعات السنوية للسيارات في الأعوام القادمة خاصة بعد الموافقة على قيادة المرأة للسيارة في السعودية وبدء تنفيذ هذا القرار.
اقرأ ايضًا: نظام مكتب العمل الجديد في المملكة العربية السعودية
عوائد صناعة السيارات في السعودية
تحتاج صناعة السيارات والعمل على توطينها بشكل حقيقي العديد من الأسس والدعائم التي من شأنها دعم هذا القطاع وإنجاحه، فهي تحتاج إلى السعي نحو عمل شراكة استراتيجية تتم بالشراكة مع بعض شركات التصنيع العالمية، كما يتطلب للدخول في هذا القطاع وبناء قاعدة صناعية للسيارات في المملكة رأس مال ضخم، وتحتاج صناعة السيارات كذلك إلى إنشاء بنية تحتية متكاملة تتمثل في إقامة مراكز للبحث والتدريب وإنشاء المختبرات المتخصصة في هذه الصناعة، فضلا عن حاجتها إلى التحفيز والدعم الحكومي والعمالة المتخصصة، ومما يستدعي العمل على إقامة صناعة وطنية في قطاع السيارات في المملكة العربية السعودية عوائد هذه الصناعة والتي تشمل الآتي:
- توفير العديد من الوظائف وفرص العمل للشباب.
- القيمة المضافة التي تحققها للاقتصاد وتعود بالنفع على الصناعات المساندة لها خاصة الصغيرة والمتوسطة منها.
- العمل على توفير دفع النسب الخاصة بالقيم المضافة التي يتم إضافتها عند استيراد السيارات والتي تتمثل في الشحن والتأمين والتخليص، مما يعود بالفائدة على المواطن الذي يستفيد من هذه الدورة الصناعية التي تكمل بعضها البعض كالتاجر والناقل.
- خفض حجم ما يتم إنفاقه في قطاع السيارات إذ أن المبالغ التي يتم إنفاقها من قبل المواطنين على شراء السيارات مرتفعة جدا، ويبلغ حجم الاستيراد في قطاع السيارات وحدها دون قطع الغيار 28 مليار ريال إذ يتم استيراد سيارات من الخارج بما يزيد عن 350 ألف سيارة سنويا.
المصدر