شهد علم النفس الاكلينيكي البداية العملية له عندما أنشئت في عام 1906 مؤسسة تختص بدراسة التخلف العقلي وهي مؤسسة فاينلاند، إلا أن العالم ويتمر كان هو أول من استخدم هذا العلم كمفهوم في سنة 1896 في إشارة إلى الإجراءات، التي يتم استخدامها مع الأطفال المعوقين والمتخلفين كالتقييم والتشخيص، إذ يعتبر التشخيص في هذا العلم والاهتمام بهذا الجانب بشكل أساسي من بقايا التعريف الخاص بالعالم ويتمر، ويمثل هذا العلم العمود الفقري في البناء الخاص بالعلوم النفسية إلى جانب أنه يعد من المهن الطبية التي تعني بالصحة النفسية، لذا سوف نتحدث في هذا المقال عن ماهية هذا العلم واختلاف التعريفات الخاصة به.
علم النفس الاكلينيكي
أرست الدراسة العلمية في علم النفس في القرن التاسع عشر قواعدها وبدأ معها ظهور علم النفس الاكلينيكي أو ما يعرف باسم علم النفس السريري، إذ أنه في هذا الوقت قام العالم ويتمر بالموافقة على علاج طفل يعاني من صعوبات في نطقه، ودفع نجاح ويتمر في علاج الطفل إلى إنشاء عيادة نفسية خاصة به، ثم أصدر بعد عشر سنوات مجلة علمية متخصصة في دراسة علم النفس الاكلينيكي، وبعد أن كانت الاستجابة لهذا الأمر بطيئة تغير الحال وتم إنشاء ما يقرب من ستة وعشرين عيادة نفسية تماثل العيادة الخاصة لويتمر، ومن هنا انتشر هذا العلم وقد اختلف العالم في تعريفه إذ يوجد تعريفات متعددة ومختلفة له من بينها:
- تعريف الجمعية النفسية الأمريكية: ينظر إلى هذا التعريف على أنه التعريف الإجرائي الخاص بعلم النفس الاكلينيكي، إذ يشير إلى أن الأساس الذي يعتمد عليه هذا العلم هو تطبيق المتخصص للطريقة الإكلينيكية وذلك من ناحية التشخيص، التنبؤ، والعلاج، إذ يجب أن يستخدم الأخصائي النفسي الإكلينيكي الإجراءات والأسس السيكولوجية، كما يتعاون أيضا مع عدد من الأخصائيين مثل الأخصائي الاجتماعي والطبيب، ويهدف هذا التعاون إلى محاولة فهم ديناميات الشخصية المراد علاجها، والوصول للتشخيص الصحيح لمشكلاتها ومعرفة ما إذا كان قد يحدث تطور في الحالة والتنبؤ باحتمالات حدوث ذلك، وتقدير مدى استجابة المريض للعلاج وبذلك يستطيع حينها الوصول بالمريض إلى التوافق الاجتماعي الأفضل له.
- تعريف مصطفى كامل: يرى أن هذا العلم يصنف كفرع من فروع علم النفس ويعتمد على النتائج الخاصة بالدراسات المختلفة والمتعددة الخاصة بفروع علم النفس الأخرى سواء الأساسية منها أو التطبيقية، والهدف من وراء ذلك يكمن في القدرة على الوصول إلى التحديد والفهم الموضوعي، الذي يكون الهدف منه تحسين الخدمات النفسية ورفع كفاءتها والتي يتم تقديمها للمرضى النفسيين، في العديد من المجالات مثل التشخيص والتأهيل والعلاج، كما يهتم هذا الفرع كفرع من فروع علم النفس بالمشكلات التي تتعلق بالتوافق الشخصي.
- تعريف جارفيلد: يدل هذا التعريف على أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي يعد بالدرجة الأولى عالم نفس، إلا أن ما يتخصص فيه هو هذا العلم فهذا التعريف يرى أن هذا الفرع هو من فروع علم النفس التي تهتم بدراسة المشكلات المتعلقة بالتوافق الشخصي والاهتمام بتعديلاتها أيضا، كما يرى أن الأخصائي يتم تدريبه على التدريبات العملية التي قد يحتاجها في المواقف الإكلينيكية المختلفة، لذا فهذا العلم لا يقتصر على كونه علم فقط إذ يختلف عن مهن أخرى مثل الخدمة الاجتماعية أو الطب فهو علم ومهنة في ذات الوقت.
اقرأ أيضًا: ما هو علم النفس الاكلينيكي
موضوعات علم النفس الاكلينيكي
يهتم أطباء علم النفس الذين يتخصصون في الجانب الإكلينيكي بالتعمق في مجالات البحث، لذا يتميز من يتخصص في الجانب الإكلينيكي بأنه يملك خبرة أكبر ومعرفة واسعة بمختلف المجالات إلى جانب خبرتهم وتخصصهم في مجال علم النفس الاكلينيكي، والمختصين بهذا العمل تتاح لهم مجالات عدة للعمل بها سواء كانت من خلال العمل في المستشفيات والأماكن التي تحتاج لمثل هذه التخصصات أو في عياداتهم الخاصة، كما يشترك هذا الفرع مع عمل الشرطة الخاص بالتحقيقات وما يتعلق بها كغسل الدماغ، أو إخراج الشهادات ذات الصلة بالطب الشرعي والجنائي، ومن الموضوعات التي يهتم هذا الفرع بدراستها الموضوعات الآتية:
- تقديم الاستشارات التي تتعلق بالعلاقات الأسرية ومشاكل الأسرة.
- معالجة الاضطرابات النفسية والعصبية مثل الإدمان، الفوبيا، الاكتئاب، والصحة النفسية.
- الاهتمام بالمشكلات التي تتعلق بالأطفال والمراهقين.
- دراسة ما يعرف باسم علم النفس الشرعي.
المصدر