مرحلة المراهقة من أخطر المراحل في حياة الإنسان، فهي المرحلة الفاصلة ما بين الطفولة، والنضج، وفيها يمر الفرد بالكثير من التغيرات النفسية والفسيولوجية التي تؤثر عليه، وتتحكم في تصرفاته، وسلوكياته.
ويكون الإنسان في هذه الفترة من حياته أكثر عرضةً للتأثر بغيره سواء أهله أو أصدقائه، حتى أنه قد يصبح أكثر عصبيةً، وأكثر ميلًا لارتكاب سلوكيات منحرفة ومتمردة بغرض إثبات وجوده والإعلان عن نضجه وللتخلص من سيطرة والديه والتمرد على أوامرهما، وكل هذه الأمور تستدعي من الوالدين البحث عن أهم الطرق التي تساعد في التعامل مع الأبناء في مرحلة المراهقة؛ لضمان خروجهم من هذه المرحلة دون أن يتأثروا نفسيًا، أو معنويًا بها، فأي ضرر يلحق بالإنسان في هذه الفترة في الغالب يظل أثره واضحًا عليه طيلة حياته.
طرق التعامل مع الأبناء في مرحلة المراهقة
هناك مجموعة من الطرق الواجب على الوالدين اتباعها، والاهتمام بها؛ حتى يتمكنا من التعامل مع الأبناء في مرحلة المراهقة وهذه الطرق تتمثل في:
احترام خصوصية الأبناء
من الجيد أن يحرص الوالدان على مراقبة الطفل ومتابعته في هذه الفترة، ولكن يجب أن يتم هذا دون التعدي على الخصوصية والحياة الشخصية للطفل، فلا يجب أن يتم مداهمة غرفته فور غلقها فلربما أغلقها بغرض الاستماع للموسيقى أو التحدث مع أحد أصدقائه، ولكن في الحقيقة أن التعدي على خصوصية المراهق لن يفيد في التعامل معه، ولكن سيشعر بأن والديه فاقدين الثقة فيه وهذا الأمر يسبب له الكثير من الأزمات النفسية.
مراعاة التغيير الذي يطرأ على المراهق
على الوالدين أن يدركا أن الطفل في هذه المرحلة يطرأ عليه الكثير من التغيرات في فترات قصيرة ومتتالية، وعليهما تقبل هذا الأمر فتارة سوف يقدم على تعلم شيء، وبعدها يزده ويقبل على آخر، وهكذا حتى تنتهي هذه الفترة لينضج ويصبح أكثر قدرة على تحديد ما يريده بالفعل.
تعويد الطفل على المسؤولية
المراهق هنا لم يعد طفلًا صفيرًا ولكنه قارب على أن يصبح شابًا، وعليه لا بد من تعويده على تحمل مسؤولية القرارات التي يتخذها، والعواقب الناتجة على القرارات الخاطئة منها، فيجب ترك زمام بعض الأمور الخاصة به له وتعويده على تحمل مسئولية نفسه بالكامل فيما بعد.
غرس قيم وأخلاقيات الاحترام في نفس المراهق
من الهام أن يخرج المراهق من هذه المرحلة وهو متقن لقواعد الاحترام، ولا يحيد عنها على الإطلاق، فعلى الوالدين أن يهتم تعويده على احترام جميع الأفراد كبارًا كانوا أو صغارا، وأفضل الطرق لهذا أن يكون الوالدين قدوة له في الالتزام بمعاملة الجميع باحترام.
وضع حدود واضحة للتعامل معه
أكثر الأمور التي تسبب مشاكل بين الوالدين وطفلهما المراهق وتجعلهم غير قادرين على التعامل معه، هو عدم وجود حدود واضحة للعلاقة بينهم، ولكن يجب أن يتم وضع حدود تنظم التعامل في هذه الفترة بحيث لا يشعر المراهق بأنه محكم السيطرة من قبل والديه ويحاول التمرد عليهما بشتى الطرق، وفي الوقت نفسه لا يكون لديه حرية مطلقة وكاملة تجعله يرتكب الكثير من السلوكيات المنحرفة والخاطئة دون أن يبالي بالعواقب الناتجة عنها.
الاعتناء باختيار الصحبة الصالحة
الطفل في فترة المراهقة يتأثر بأصدقائه بشكل مبالغ فيه؛ لذا من الواجب على الوالدين أن يكونا على علم بجميع أصدقاء ابنهما، وأن يتعرفوا على ذويهم، وتيقنوا من أنهم أصدقاء جيدين، ولن يسوقوا ابنهم لارتكاب سلوكيات منحرفة، والوقوع في المخاطر.
وفي النهاية، على الوالدين أن يعلما أن تنشئة الطفل بطريقة نفسية واجتماعية سليمة، متوافقة مع أحكام وتعاليم الدين والشريعة منذ صغره، وهو الأمر الذي يسهل عليهما التعامل مع الطفل في مرحلة المراهقة، دون أية مشاكل أو عواقب.
اقرأ أيضًا:
عبارات ارشادية عن الامن الفكري