هل يلزم المتعجل الخروج من مكه بعد اليوم الثالث؟ من أيام الرمي أم أنه ليس امرًا الزاميًا ؟ وهل يمكن للمتعجل أن يغادر مكة بعد رمي اليوم الثاني وأن لا يظل موجودًا بمنى في كافة أيام التشريق ؟ هذا ما سنشرحه بالمقال .
هل يلزم المتعجل الخروج من مكه
يمكن للحاج أن يتعجل باليوم الثاني من أيام الرمي؛ فقد قال الله تعالى في سورة البقرة: ” فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى “، ولكن هناك شرط لجواز هذا الأمر .
رأي جمهور الفقهاء
يشترط الجمهور – المالكية والشافعية والحنابلة – أنه لابد أن يخرج الحاج من منى بعد أن يرمي الجمار قبل الغروب، ففي تلك الحالة يسقط عنه رمي اليوم الثالث من أيام التشريق، ولكن إذا لم يفعل ذلك وظل موجودًا حتى غروب الشمس، فعليه رمي اليوم الثالث.
وهذا الرأي استنادًا على قول عمر رضي الله عنه : ” من غربت عليه الشمس وهو بمنى , فلا ينفرن , حتى يرمي الجمار من أوسط أيام التشريق “.
رأي علماء اللجنة الدائمة للإفتاء
قال علماء اللجنة الدائمة أن المدة التي لابد أن يمكثها الحجاج في منى بعد يوم النحر هي يومان وهما الحادي عشر، والثاني عشر من ذي الحجة، أما اليوم الثالث عشر فليس الزامًا على الحجاج أن يمكثوه في منى، وليس عليهم أن يقوموا برمي الجمرات بهذا اليوم، بل هو يكون مستحب فقط.
ولا يشترط رمي الجمرات والمكوث في منى خلال اليوم الثالث عشر من ذي الحجة إلا في حالة إذا غربت شمس اليوم الثاني عشر على الحاج وهو يمكث في منى، فيكون عليه أن يبيت ليلة الثالث عشر ويرمي الجمرات الثلاث بعد الزوال.
آية التعجل بالنزول
قال الله تعالى في سورة البقرة : ” فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون “، والمقصود بتلك الآية أنه في حالة تعجل الحاج بالنزول من منى بعد أن قام بالبيات لمدة ليلتين بها بعد يوم النحر، وانتهى من رمي الجمرات الثلاث خلال اليوم الحادي عشر والثاني عشر فإنه ليس عليه إثم ولا يجب عليه دم.
أما في حالة إذا تأخر الحاج في منى وبات بها ليلة الثالث عشر، وقام برمي الجمرات الثلاث خلال اليوم الثالث عشر، فهو أيضًا ليس عليه إثم، بل إن مبيته في هذا اليوم بمثابة أجر أعظم؛ لأن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم قد فعل ذلك.
وختام الآية هو عبارة عن حث للمسلمين على أن يتقوا الله ويؤمنوا باليوم الآخر وما فيه من حساب وجزاء؛ حتى يصبح ذلك باعثًا لزيادة فعل الأعمال الصالحات، والبعد عن المنكرات؛ للحصول على رحمة الله تعالى وتجنب عقابه.
ما هي اركان الحج
ينقسم الحج إلى أربعة أركان عند جمهور العلماء، ولا يصح الحج بدونهم، حيث لابد من فعلهم، ولا يجبر ترك أحدهم بدم أو ما إلى ذلك، كذلك يشترط مراعاة الترتيب في فعل تلك الأركان لصحتها، حيث يكون الاحرام أول ركن، ويليه وقوف عرفه، ثم طواف الإفاضة، واخيرا السعي فهو يأتي بعد الطواف عند الجمهور.
الإحرام
وهو الركن الأول من أركان الحج، ويعد بمثابة النية لكي يدخل الحاج في النسك، ويتطلب الحج النية لكي يصبح صحيحًا، ولابد أن تكون النية خالصة لوجه الله تعالى فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى “.
والاحرام له وقت محدد وهي أشهر الحج التي ذكرها الله تعالى في سورة البقرة حيث قال : ” الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج “، كما أن لها مكان معين وهي المواقيت التي يقوم الحاج بالاحرام منها.
الوقوف بعرفة
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” الحج عرفة ، من جاء ليلة جَمْع قبل طلوع الفجر فقد أدرك “، ويقصد بجمع: المزدلفة، ويتم البدء في وقت عرفة منذ زوال شمس يوم التاسع من ذي الحجة وحتى طلوع فجر ليلة النحر.
يمكن للحاج أن يقف بعرفة كلها وليس فقط على جبل عرفة، ويستحب الإكثار من الدعاء عند الوقوف على عرفة، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاء بالتالي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير.
طواف الإفاضة
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحج : ” ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق “، والطواف من الأمور التي لابد منها، ووقته هو بعد أن ينهي الحاج الوقوف بعرفة ومزدلفة.
ليس هناك آخر لوقت طواف الإفاضة عند الجمهور، حيث يظل الحاج عليه مادام حيًا، إلا أنه يوجد خلاف في وجوب الدم على الحاج الذي يؤخره عن أيام التشريق أو شهر ذي الحجة.
السعي بين الصفا والمروة
يقول النبي صلى الله وعليه وسلم: ” اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي “، ووقت السعي بالنسبة للمتمتع هو بعد انتهاءه من الوقوف بعرفة ومزدلفة وطواف الإفاضة، أما بالنسبة للقارن والمفرد فيمكنهما السعي بعد انهاء طواف القدوم.
اقرأ أيضًا:
