بدأت التساؤلات تزداد حول هل البرص معدي ؟ وهل ينتقل المرض عن طريق التلامس أو ما شابه؟ في ظل إعلان عدد من المشاهير عن إصابتهم بمرض البرص أو المنتشر باسم البهاق، وتجنب الكثير من المحيطين بهم للتعامل معهم تجنبًا للإصابة بالعدوى.
ما هو مرض البرص ؟
قبل الإجابة عن التساؤل الشائع حول هل البرص معدي؟ لابُد في البداية من فهم طبيعة هذا المرض وأسبابه حتى يتم التعامل معه ومع المصابين به بشكل سليم دون تعريضهم للإيذاء النفسي والضغط المستمر طوال الوقت.
البرص أو البهاق هو أحد الأمراض الجينية التي تصيب الشخص من جراء حدوث بعض الاضطرابات في جهاز المناعة، مما يؤدي إلى مهاجمة خلايا الميلانين، وهي المسئولة عن منح الجلد للونه الطبيعي وكذلك صبغته.

ومع مهاجمة هذه الخلايا يتم تكسيرها ويبدأ لون الجلد في التغيير، حيث تظهر بقع بيضاء أو فاتحة عن لون الجلد الطبيعي وتبدأ بالانتشار في جميع أنحاء الجسم، ومعه تتفاوت ألوان شعر المصابين بالبهاق ما بين اللون الأبيض واللون البني.
الإصابة بالبهاق لا ترتبط بسن معين فمن الممكن أن يصُاب به الشخص في أي مرحلة عمرية، غير أنه لا يرتبط ظهوره بأي أعراض مؤلمة، بل تبدأ أعراض وتتلخص في ظهور بعض البقع البيضاء على الجلد والتي تحدث نتيجة تصبغه، ومن ثم تبدأ في الانتشار وقد يحدث تغير في لون العينين ما بين اللون الأزرق والبني الفاتح.
أسباب الإصابة بمرض البرص
- واحدة من أهم وأبرز الأسباب الشائعة للإصابة بمرض البرص هي العوامل الوراثية، فقد ينتقل المرض من الآباء المصابين بالمرض أو الحاملين للمرض في جيناتهم إلى الأبناء.
- حدوث خلل في الجينات المسئولة عن إنتاج الميلانين كما سبق وذكرنا، مما يؤثر على قدرتها أو يوقف إنتاجها بشكل كامل.
- الحالة النفسية والضغوطات العصبية عليهما عامل كبير في خمول أو نشاط انتشار هذا المرض، فقد تؤثر الحالة النفسية السيئة على المصابين به لدرجة تزيد من انتشار البهاق في جميع أنحاء الجسم.
هذه هي أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض البرص، والأعراض كما سبق وتناولنها تتراوح ما بين المشاكل الجلدية كحدوث تصبغ في ألوان الجلد وظهور بقع مختلفة اللون عن لون الجلد الطبيعي، وهناك مشاكل بصرية قد تحدث للمعرضين للإصابة بهذا المرض.
ومن أبرز تلك المشاكل البصرية هي ضعف النظر، وأحيانًا يتم الإصابة بالحول البصري إلى جانب الإصابة بقصر أو طول النظر، وحساسية الضوء.
هل البرص معدي ؟
نأتي لإجابة السؤال الأكثر تداولًا والذي يتوقف عليه التعاملات الإنسانية مع مريض البرص أو البهاق، ألا وهو هل البرص معدي؟ فوفقًا لجميع تأكيدات وإجابات جميع أطباء الجلدية فإن مرض البرص غير معُدي ولا يمكنه الانتقال عبر تبادل التحية بالأيدي.
ولا حتى من خلال استخدام الأغراض الشخصية وتبادلها مع المريض وإن كانت هذه العادة غير صحية في الأساس، فلكل إنسان لابُد وأن يمتلك أدواته وأغراضه الشخصية ولا يشاركها مع أحد، إلا أن المشاركة هنا لا تؤدي للعدوى على الإطلاق.
ولهذا لا داعي للقلق أو معاملة مريض البرص بشكل مبالغ به يشعره بأنه منبوذ، فهذا للأسف يزيد من حالته النفسية السلبية ويجعله يفكر في الانعزال عن المحيطين به خوفًا من نظرات الشفقة أو القلق من التعامل معه لتجنب حدوث عدوى.
فأسباب المرض كما ذكرناها واضحة وليس من ضمنها العدوى بل هي أسباب جينية ومناعية متعلقة بالشخص نفسه وتاريخه العائلي، لذا يفضل التعامل مع مريض البرص على كونه مريض طبيعي ومحاولة تقبله وعدم تجنب ملامسته أو مشاركته نشاطاته.
نصائح للمرضى المصابين بمرض البرص
الجميع على دراية بأنه لا يوجد علاج نهائي شافي على مرض البرص حيث أنه في حالة ظهوره والإصابة به يظل ملازم المريض طوال حياته، إلا أنه هناك بعض الإجراءات الوقائية التي تحد من انتشاره وتحجم من مضاعفاته.
أولًا: المشاكل الجلدية
- لابُد من استشارة الطبيب على الفور في حالة ظهور أي بقع أو تصبغ جلدي بلون مختلف عن لون الجلد الطبيعي، وفي حالة تشخيص المرض على أنه برص يتم إتباع الخطوات الآتية:
- تجنب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة ولاسيما في وقت الذروة وفترة الظهيرة، لعدم زيادة تصبغ الجلد وانتشار النمش والبقع.
- الالتزام باستخدام واقي ضد أشعة الشمس بنسبة حماية عالية لا تقل عن 50% لوقاية الجسم من مخاطر الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى الجسم من جراء التعرض لأشعة الشمس.
- اختيار نوعية ملابس آمنة والالتزام بالملابس القطنية خاصة في الملابس الداخلية لعدم تعرض الجلد لأي مشاكل.
- باستشارة الطبيب يمكن إجراء بعض جلسات الليزر المعالجة من آن لآخر للحد من انتشار البقع وتصبغ الجلد.
- استخدام بعض الأدوية والفيتامينات المضادة للأكسدة، من أجل محاربة الشوارد الحرة التي تعمل على تكسير خلايا الصبغة.
ثانيًا: المشاكل البصرية
- كل من يعاني من مشاكل ضعف النظر عليه استخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة الطبية لتجنب حدوث ضعف بصورة أكبر.
- ينُصح باستخدام نظارات داكنة اللون عند التعرض لأشعة الشمس.
- إجراء كشف طبي على النظر بشكل سنوي حتى يتم التأكد من صحة النظر وعدم حدوث أي مضاعفات، وإجراء العمليات الطبية التي تحد من مضاعفات البرص البصرية.
هذه هي أبرز طرق الوقاية وتجنب حدوث مضاعفات للمصابين بالبرص والتي يجب الالتزام بها وأخذ الاحتياط.