هل سرعة سير الجنازة من علامات حسن الخاتمة ؟ في بعض الأحيان يلاحظ الناس سرعة سير الجنازة ويقولون أن هذا دليل على حسن خاتمة الميت، فما مدى صحة هذا القول وهل هناك علامات تشير إلى حسن الخاتمة ؟
هل سرعة سير الجنازة من علامات حسن الخاتمة
يتساءل الكثيرون هل سرعة سير الجنازة من علامات حسن الخاتمة ؟ في الواقع ليس هناك أي دليل ورد في الشرع أو السنة النبوية الشريفة يشير إلى أن سرعة سير الجنازة من علامات حسن الخاتمة، وبذلك فإن هذا القول ما هو إلا اعتقاد شائع بين الناس، وقد تكون سرعة الجنازة تيسيرًا من الله عز وجل ولكنها ليست دليلاً على حسن الخاتمة.
يتداول الناس ايضًا فكرة أن الشخص الذي تكون جنازته خفيفة، فإن أعماله تكون صالحة ويكون ذلك من حسن الخاتمة، وأن الشخص الذي تكون جنازته ثقيله فإن ذلك دليل على سوء أعماله وخاتمته، إلا أن كل ذلك ما هو إلا استنتاجات ليست اكيدة، فالله وحده هو الذي يعلم حسن الخاتمة.
المقصود بحسن الخاتمة
يقصد بحسن الخاتمة هو أن يكون العبد موفق قبل موته في البعد عن الأشياء التي تغضب الله سبحانه وتعالى، وأن يتوب من المعاصي والذنوب التي ارتكبها في حياته، وأن يقبل على طاعة الله وفعل الخير، ويأتي موته على هذه الحال الحسنة.
ويدل على الحديث الشريف التالي : صحَّ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله. قالوا: كيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته.
هل سرعة سير الجنازة من علامات حسن الخاتمة
علامات حسن الخاتمة
هناك بعض العلامات التي قام العلماء بتتبعها باستقراء النصوص والتي تدل على حسن الخاتمة ومن أبرزها:
النطق بالشهادة عند الموت
يعد النطق بالشهادة عند الموت من العلامات التي تدل على حسن الخاتمة، والدليل على ذلك في أحاديث متنوعة من بينها حديث عن معاذ رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ».
الموت بعرق الجبين
يعد الموت برشح الجبين من علامات حسن الخاتمة، وذلك طبقًا لحديث بريدة بن الخصيب رضي الله عنه: ( أنه كان بخراسان فعاد أخا له وهو مريض, فوجده بالموت، وإذا هو بعرق جبينه، فقال: الله أكبر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: « موت المؤمن بعرق الجبين » )
الموت في ليلة أو نهار الجمعة
إن الموت خلال ليلة الجمعة أو نهارها هو أيضًا من علامات حسن الخاتمة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في حديثه الشريف: « ما من مسلم يموت الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر »
الاستشهاد في سبيل الله
إن الاستشهاد في سبيل الله من الأمور العظيمة التي لها ثواب كبير، وقد وردت عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يوضح لنا بها صور الاستشهاد وهي كالتالي:
– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله ».
– قال النبي صلى الله عليه وسلم: « ما تعدون الشهيد فيكم؟» قالوا : يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد, قال: « إن شهداء أمتي إذن قليل » قالوا فمن هم الشهداء يا رسول الله، قال: « من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات بالطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد ».
– عن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قُتل دون ماله، فهو شهيد ».
هل التبسم عند الموت من علامات حسن الخاتمة
ليس هناك نص صريح يوضح لنا أن التبسم عند الموت يعد علامة من علامات حسن الخاتمة، إلا أن هناك بعض النصوص التي نفهم منها هذا الأمر، حيث في حالة كون المحتضر من أهل السعادة، فإنه يرى ملائكة الرحمة بيض الوجوه يحملون أكفان وحنوط من الجنة.
بعد ذلك يأتي ملك الموت ويقوم بالجلوس على رأسه قائلاً: أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى مغفرة من الله، وهنا قد يبتسم الشخص المحتضر لما يراه.
عوامل تساعد على حسن الخاتمة
يعد الحرص على حسن الخاتمة والخوف من سوء الخاتمة من الأمور التي كثيرًا ما شغلت بال الصالحين، وقد قال ابن القيم رحمه الله: ” ولقد قطع خوف الخاتمة ظهور المتقين. “، ولهذا فقد حرصوا على الاستمرار في طاعة الله تعالى، والاجتهاد في التقرب إليه، وفيما يلي بعض عوامل تساعد على حسن الخاتمة:
– الإيمان بالله تعالى والاستقامة على شرعه، ومحاولة عدم البعد عنه يمنة أو يسرة، فقد قال الله تعالى : ” إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون “.
– التوكل على الله، وليس المقصود بالتوكل هو الاعتماد على الله في الحصول على مصالح الدنيا، بل المقصود هو التوكل عليه في التثبيت على طريق الهداية وعلى الدين الصحيح.
– الاجتهاد في الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، واللجوء إليه وسؤاله بكل صدق أن يختم لنا بخير، فالله تعالى هو الذي بيده كل شئ، يهدي من يشاء، ويضلل من يشاء.
اقرأ أيضًا: