خالد بن الوليد: حقًا لا تسير الحياة على وتيرة واحدة مطلقًا فقد يتغير بك الحال في طرفة عين من الضلال إلى الحق.
ويخرجك الله من ظلمات الجهل إلى نور الهداية فقط برحمته، فهو وحده القادر على تنوير بصيرة عباده وهدايتهم إلى الخير.
وهو بالفعل ما حدث مع الصحابي الجليل خالد بن الوليد الذي عاش طفولته وشبابه وهو أشد الكارهين إلى الإسلام.
حتى فتح الله عليه وأصبح من أشهر القادة المسلمين.
وهناك الكثير من العبر والمواقف التي يجب الوقوف عندها طويلًا في قصة هذا البطل والقائد الكبير، وهو ما سنتطرق إليه في حديثنا اليوم.
نشأة وأصل خالد بن الوليد
ولد خالد بن الوليد في مكة المكرمة عام 592 م وعاش طفولته في مجد وفخر كبير.
حيث أنه كان ينتمي إلى قبيلة بني مخزوم أحد قبائل قريش العريقة.
وتم إرساله إلى إحدى القبائل في الصحراء كي يشتد عظامه ويكتسب القوة وهو بالفعل ما حدث، فتربية الصحراء جعلته أكثر صلابة وعلى استعداد لمواجهة أي شيء.
واعتمد خالد في طفولته على تعلم القتال وركوب الخيل والفروسية.
وهو ما جعله واحد من أفضل الفرسان في البلاد العربية بسبب نجاحه في إجادة استخدام جميع أنواع الأسلحة آنذاك.
وجعله تفوقه هذا يتمكن من القتال بسيفين في نفس الوقت، وكان كل من يراه يتنبأ له بأن يكون مقاتلًا شرسًا لا يفوقه أحد.
عداء خالد بن الوليد الشديد للإسلام والرسول
والد خالد هو بن الوليد بن المغيرة سيد مكة في وقتها وكان واحدًا من أشد أعداء الإسلام والمسلمين.
وهو ما نجح في توصيله لخالد حتى أصبحوا من الحريصين على محاربة الإسلام.
وكان لهما دورًا في غزوة أحد وسببًا في الفوز على المسلمين واللحاق بكفار قريش قبل الهزيمة.
وكان بن الوليد أيضًا أحد قادة قريش يوم الخندق، وقاد فرسان قريش ضد المسلمين يوم الحديبية لمنعهم من دخول مكة.
إسلام خالد وتحول حياته بشكل كامل
وبعد صراع وكراهية دامت لسنوات طويلة للإسلام والمسلمين وعلى رأسهم النبي الكريم أراد الله الخير لخالد بن الوليد وإرشاده إلى دين الحق وتنوير بصيرته إلى الإسلام.
وجاء ذلك بعد محاولات أخيه الوليد بن الوليد وحديثه له عن الإسلام ومواقف النبي الكريم.
وقرر الذهاب إلى النبي الذي فرح كثيرًا بإسلام واحد مثل خالد بن الوليد.
حتى أنه قال حينها: “الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلاً رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير”.
وقد عز الله خالد بإسلامه وفرح المسلمين بانضمام فارس كان من أشد الأعداء لهم وأكثرهم خطورة إلى جبهتهم.
وخاض معهم العديد من الغزوات وحقق انتصارات خالدة للإسلام وعلى مدار التاريخ.
غزوات خالد مع المسلمين وتلقيبه بسيف الله المسلول
كانت أول حروب خالد مع المسلمين بعد حياته الجديدة في مؤتة عندما أرسل النبي الكريم سرية الأمراء إلى مؤتة للقصاص من قتلة الحارث بن عمير.
وعلى رأسهم زيد بن حارثة، ومن بعده جعفر بن أبي طالب، ثم عبد الله بن رواحة، وتم استشهاد الفرسان الثلاثة.
وعندها استلم خالد بن الوليد لواء وقيادة المسلمين وتمكن في تنظيم صفوف المسلمين والانتصار بسيفه على المشركين.
مما جعل الرسول الكريم يلقبه بسيف الله.
وتوالت غزوات وحروب خالد بعد ذلك مع المسلمين فكان مع النبي وعلى رأس جيوش المسلمين في فتح مكة.
وبعدها في غزوة حنين حتى أنه تعرض إلى إصابات بليغة ولكنها لم تحرمه الخروج مع المسلمين إلى الطائف في حربهم ضد ثقيف وهوازن.
وبعد وفاة الرسول الكريم شارك بن الوليد في قتال المرتدين في عهد أبي بكر الصديق، وكان له نصيب كبير من فتوحات العراق وبلاد الشام.
اقرأ أيضًا: