قام علم النفس بمعالجة كل ما يخص الذاكرة بشكل تفصيلي، وقد ناقش هذا الموضوع من خلال أحد فروع علم النفس والذي يطلق عليه علم النفس المعرفي، حيث أن هذا العلم هو المسئول عن دراسة كافة العمليات العقلية، التي تشكل التذكر والفهم والإدراك والاستيعاب وغيرهم من الأفعال المرتبطة بالعقل.
تعريف الذاكرة
تعتبر هي أحد النشاطات العقلية والتي من وظيفتها القيام بحفظ التجارب المسبقة للإنسان وتخزينها، ثم القيام باسترجاعها عند الحاجة لذلك، حيث ان الذكريات مرتبطة بالأحداث التي تحدث في الماضي، وهي من الوظائف المعرفية الهامة كل شخص، كما أنه يمكن تحسينها بعمل تدريب واختبارات والعاب تعمل على تقويتها.
مكونات الذاكرة الإنسانية
هناك مجموعة من الدراسات النفسية والعصبية التي تم القيام بها على بعض المرضي، والذي تبين منها، أن هناك مجموعة من هؤلاء المرضي باستطاعتهم القيام ببعض نشاطات التي تختص بالذاكرة، كما أن كان تحصيلهم في جزء آخر منها ليس بالكفاءة العالية بل باتت العملية بالفشل، وكانت نتائج تلك الدراسات استنباط علم النفس المعرفي، والمتخصص في تعريف أنواعها والتي تنقسم إلى:
- قصيرة المدى
- طويلة المدى
- الدلالية
- المعرفية
- الإجرائية
- وذاكرة العادات
ولكن خلال فترة الستينات تم اكتشاف النموذج النهائي والذي قام بتقسيم الذاكرة إلى ثلاث أجزاء هامة وهي :
الذاكرة الحسية
وهذا النوع هو المسئول عن استقبال المعلومات، وايضا يعمل على استقبال المدخلات الحسية والتي تأتي من العالم الخارجي للإنسان، ومن خلال استقبال تلك الذكريات والتي تكون عن المثيرات الخارجية والتي تساعد في تفاعل الإنسان بها ويكون ذلك من خلال الحواس الخمسة لديه، حيث تكون لكل حاسة مؤثر خارجي محدد، حيث أن المستقبل الحسي البصري يعمل على استقبال المؤثرات الخارجية البصرية والتي تكون على شكل خيالات، أما عن المستقبل الحسي السمعي يعمل على استقبال المؤثرات الصوتية ويقوم بتحويلها إلى أصداء وهكذا لباقي لحواس الحسية.
ومن المهام الاساسية التي تقوم بها هي العمل على نقل محتوى العالم الخارجي بما يحتويه من مدركات ومحتويات بدقة شديدة، حيث انها تقوم بتمثيل الواقع الخارجي بطريقة مطابقة ووصف حقيقي، حيث أنها تقوم بتخزين الانطباعات، وتتميز المستقبلات الحسية بأنها لديها القدرة في نقل الصور الخارجية للعالم المحيط بشكل سريع .
الذاكرة قصيرة المدى
تقوم بعمل تسجيل للأحداث التي تحدث في حياة الأفراد اليومية وتقوم بتسجيلها بشكل مؤقت، مثل القيام بسماع بعض الكلمات في مكان عام أو رقم هاتف إلى آخر ذلك، وعادة ما تكون تلك الذكريات الخاصة بها سريعة الاختفاء ما لم يقم الفرد بالتذكر وبذل مجهود ذهني لاسترجاعها، وهي عبارة عن محطة ثانية تأتي في الترتيب بعد الذاكرة الحسية لتذكر الخبرات والمعلومات التي اكتسابها الإنسان بالإضافة إلى المواقف التي مرت في حياته، وهي لا تقوم بتخزين المعلومات لفترات طويلة حيث أن مدة التخزين تقع ما بين 5 إلى 30 ثانية.
ومن وظائفها أنها تعمل على تعديل وتغيير المعلومات المستقبلة بشكل أولي،
فإن الخبرات التي يتم استقبالها عن طريق الذاكرة الحسية يتم نقلها بشكل طبيعي إلى الذاكرة قصيرة المدى لعمل استخلاص للمواقف المرتبطة بها، بالإضافة إلى القيام بعمل تحديد لمستوى تلك المعلومات أما القيام بالتخلي عنها أو العمل إلى نقلها إلى الذاكرة طويلة المدى، حتى يتم تخزينها بالذاكرة بصورة دائمة.
الذاكرة طويلة المدى
من المواصفات الثابتة للذاكرة طويلة المدى بأنه يتم تخزين المعلومات بها بشكل ابدي باختلافها أو تعدد مستقبلاتها وأصنافها، ويكون ذلك بداية من المفاهيم والمعلومات المستقبلة بشكل نظري، أو الاحداث والمواقف التي تم الاعتياد علي القيام بها يوميا، حيث أن ذلك النوع يقوم بتسجيل جميع الخبرات والمواقف الهامة التي يتم التعرض لها الشخص أما بالتدريب أو الممارسة، وتقوم تلك الذاكرة باستخدام مصفوفة زمنية تعمل على القيام بترميز الخبرات أو إمكانية تشفير المواقف بالمفاهيم البسيطة التي تدل عليها،.
ثم تقوم بتخزينها والاحتفاظ بها، وذلك ليتم استرجاع تلك المواقف والمعلومات بمجرد استثارتها بأحد المؤثرات المحيطة التي تستدعي تذكرها، وبالرغم من أن تلك الذاكرة لديها الكفاءة العالية في تخزين المواقف والمعلومات، إلا أنه يمكن تشويش بعض الأفكار المخزنة والقيام بتشويهها، حيث يمكن أن يحدث تغيير في المواقف المخزونة مما يساعد في تغيير بنيتها المخزونة.
اقرأ أيضًا: مفهوم علم النفس المعرفي
المصدر