عمر بن الخطاب الفاروق

هبة ساميتم التدقيق بواسطة: 7 يونيو 2023
عمر بن الخطاب

الفاروق عمر بن الخطاب الذي خاف الله فأخاف الله منه كل شيء، يسمع القرآن، فيغشى عليه ويُحمل إلى منزله، فيظل أيامًا مريضًا ليس به إلا الخوف، قائل الحق ولو كان مرًا.

هو من كان يسلك الشيطان طريقًا غير طريقه، المجاهد في سبيل الله ، مرقع القميص وبين يديه كل نفيس.

فاروق الأمة الذي زلزل عروش الظالمين، الزاهد العالم، العابد الغيور، الخائف من الله.

مميت الفتن ومحيي السنن، كنيته أبو حفص كناه بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

عمر بن الخطاب ومكانته قبل الإسلام

كان من أشراف قريش، وكانت السفارة إليه في الجاهلية، إذا كان هناك حرب بين قريش وغيرهم كانت تبعث سفيرًا.

كان شديد البأس في الجاهلية، شخصيته فذة قوية، وهمته عالية، كان إذا تكلم أسمع، وإذا مشى أسرع، وإذا ضرب أوجع، وإذا أطعم أشبع.

كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يدرك قيمته قبل إسلامه على الرغم من أنه كان من ألد أعداء الإسلام.

لكنه حين أسلم كان من أكبر المدافعين عن الدين، ومن أكثر الصحابة خدمة للدين.

إسلامه كان فتحًا

لقد كان إسلام عمر بن الخطاب سببًا عظيمًا في ظهور الإسلام وقوته، فقد كان قويًا، وشجاعًا لا يخاف في الله لومة لائم.

كان إسلامه فتحًا، وهجرته نصرًا، وإمارته رحمة، قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر بن الخطاب.

فلما أسلم قاتل قريشًا حتى صلى عند الكعبة فصلينا معه.

هجرته رغم أنوف المشركين

لقد خرج المهاجرين متخفيين إلا عمر بن الخطاب، فإنه حينما هم بالهجرة تقلَّد سيفه، وتنكب قوسه، وفي يده أسهم، وأمسك بعُنزته، ومضى إلى الكعبة، وقريش بفنائها.

فطاف بالبيت سبعًا، ثم أتى المقام فصلى ركعتين، فوقف بعدها يقول: “شاهت الوجوه (قبُحت الوجوه)، لا يُرغم الله إلا هذه المعاطس(الأنوف)، من أراد أن تثكله أمه، ويوتم ولده، ويرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي”

النبي يبشره بالجنة

لقد بشره النبي -عليه الصلاة والسلام- بالجنة حتى أنه قد رأى قصر عمر فيها، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: “بينما أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر

فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر، فذكرت غيرته، فوليت مدبرًا، فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟! أخرجه البخاري.

القاضي والخليفة

لقد بلغ عمر بن الخطاب درجة عالية من العلم والفقه والحكمة، فأصبح قاضيًا في عهد أبو بكر الصديق، وأميرًا للمؤمنين من بعده.

لقد كان أول قاضٍ في الإسلام، وفي اللحظات الأخيرة من حياة الصديق عهد بالخلافة لعمر (رضي الله عنه).

زهده وتواضعه

كان عمر متواضعًا في الله، خشن العيش والمطعم، يرقع الثوب بالجلد، يحمل القربة على كتفيه، مع عظيم هيبته يركب حمارًا عريًا، والبعير مخطومًا بالليف.

لقد كان في عام الرمادة لا يأكل إلا الخبز والزيت حتى اسود جلده، ويقول: “بئس الوالي أنا إن شبعت والناس جياع!!.

لقد قال عنه معاوية (رضي الله عنه): “أما أبو بكر فلم يُرد الدنيا، ولم تُرده، وأما عمر فأرادته الدنيا، ولم يُردها، أما نحن فتمرغنا فيها ظهرًا لبطنٍ”.

وعندما دخل بيت المقدس فاتحًا راكبًا برزونا، فجعل يتبختر به، فضربه عمر بردائه، وقال: قبح الله من علمك هذا! هذا من الخيلاء، ونزل عنه.

وقال: “ما حملتموني إلا على شيطان ما نزلت عنه حتى أنكرت نفسي”.

وفاته

تُوفي عمر يوم الأربعاء 26 من ذي الحجة عام 23ه الموافق 644م، إثر طعنات غادرة من أبي لؤلؤة فيروز الفارسي المجوسي بخنجر ذات نصلين، حيث طعنه ست طعنات وهو يصلي صلاة الفجر.

حُمل إلى منزله والدم يسيل من الجرح، وحاول المسلمون القبض على القاتل، فطعن 13 رجلًا مات منهم ستة.

وعندما رأي عبد الرحمن بن عوف ذلك قام بإلقاء رداء كان معه على أبي لؤلؤة فتعثر مكانه.

وعندما لم يجد لنفسه مفر قام بطعن نفسه منتحرًا

رحم الله شهيدنا عمر بن الخطاب الصحابي الجليل الفاروق، حبيب رسول الله.

المصدر

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى