عمر المختار لا تجعل مرورك في هذه الحياة يمضي كعابر سبيل لا يترك أي أثر طيب في من حوله، ولا يترك ذكرى تخلد اسمه.
وحتى أن لم تستطع تحقيق أي إنجاز من الناحية العلمية أو الثقافية والسياسية فاجعل سيرتك الحسنة تبقى بسبب معاملتك الطيبة وأخلاقك الجيدة مع كل من حولك.
فالدنيا كما نعلم جميعًا ليست سوى دار مؤقتة يأتي إليها كل فرد منا لأداء دور محدد خصصه له الله عز وجل وعليه القيام به على أكمل وجه.
والتاريخ من حولنا خلد ذكرى شخصيات لا حصر لها وأصبحت من أهم مصادر الدعم والفخر للكثير من البلدان.
ومن أبرز الشخصيات التي أحدثت فارق عظيم في العالم بأكمله هي شخصية عمر المختار والتي نحن بصدد فتح التاريخ ومعرفة الكثير من الأسرار حول هذه الشخصية الرائعة.
وأبرز وقفاته أمام الاستعمار حتى أنه جعل حياته فداءً لقضيته وقضايا بلاده.
أقرا أيضا : حاتم الطائي أكرم العرب
نشأة عمر المختار وظروف تربيته
وُلد عمر المختار في عام 1858 ميلاديًا في منطقة البطان التي توجد في برقة الليبية.
وقد كانت حياته حياة كريمة تدل على الكرم والشهامة والعزة.
فعلى الرغم من وفاة والده وهو في سن صغير ومروره بتجربة اليتم، إلا أنه قد تربى على يد الشيخ حسين الغرياني، شيخ زاوية جنزور السنوسية.
والذي كان له دور كبير في دراسة عمر المختار الفقه والحديث والتفسير.
أشهر مواقفه التاريخية والسياسية
نشأته في الصحراء ومعرفته بجميع القبائل وبنيانه الجسدي القوي أهله لأن يصبح قائد وزعيم منذ صغره.
وهو ما جعله يبدأ صراعاته ضد المستعمرين في سن صغير دون أن يخشى من أحد، ومن أبرز مواقفه:
- في عام 1911 بعد إعلان إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية التي كانت ليبيا تابعة لها آنذاك لم يتردد لحظة واحدة في مواجهة هذا المستعمر الغاصب.
ووقف مثل الأسد يقاتل مع حركة المقاومة التي نجح في تنظيمها وتسليحها لهذه المواقف.
وتعامل مع الإيطاليين وقتها بأسلوب الكر والفر في الجبال لعلمه الجيد بها.
- وعلى مدار حياته التي شهدت الاحتلال الإيطالي لسنوات طويلة خاض الكثير من المعارك ضد الاحتلال من أبرزها:
معركة هامة ومعركة بوشمال، ومعارك أم شخنب وشلظيمة والزويتينة.
- وعلى الرغم من كبر سنه إلا أنه استطاع أن يرهب قوات الاحتلال.
حتى أن إيطاليا حشدت القوات في عام 1927 للوقوف أمام عمر المختار وتوقيفه.
ودارت حينها واحدة من أشرس المعارك في التاريخ وهي معركة أم الشناتير وبئر الغبي.
- هجمات عمر المختار الشرسة على قوات الاحتلال الإيطالية جعلتها تفكر في التفاوض معه والوصول إلى هدنة.
إلا أن عمر المختار ظل صامدًا على موقفه وطالب برحيل المستعمرين عن ليبيا بشكل كامل.
- وبعد رحلة وصراع طويل دام لأكثر من 20 عامًا ما بين المقاومة الشعبية الليبية بقيادة الزعيم عمر المختار وقوات الاحتلال الإيطالي وحالات من الكر والفر تمكنت قوات الاستعمار من عزله من الداعمين له والإيقاع به في الأسر، وتم تنظيم محاكمة له لمعاقبته بكل أفعاله.
- في 15 سبتمبر 1931 تمت محاكمة عمر المختار التي ظل يدافع بها عن نفسه مع اعترافه بمقاومته لقوات الاستعمار الإيطالية لمدة 20 عامًا دون كلل أو تعب.
وخلال هذه المحاكمة ردد عباراته الشهيرة: “نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت”.
وتم الحكم عليه بالإعدام، وتم تنفيذ الحكم وهو في سن 73 في 16 سبتمبر 1931 ميلاديًا.
أشهر ألقابه
قوة وصلابة عمر المختار أمام قوات الاحتلال لسنوات طويلة جعلته يلقب بالعديد من الألقاب منها:
شيخ الشهداء، شيخ المجاهدين، وأسد الصحراء.