نحكم على سمات شخصية ما من خلال العديد من الجوانب إذ أن سمات الشخصية في علم النفس لا يقتصر الحكم عليها بالنظر إلى مظهرها الخارجي، بل يجب أن يكون تحليلنا للسمات الشخصية أكثر عمقا وننظر نظرة تحليلية للشخصية وكافة أبعادها، إذ تختلف السمات من شخص لأخر وتتغير كذلك تبعا للمواقف التي يتعرض لها الفرد ويمر بها، ونتناول في إطار الحديث عن سمات الشخصية في علم النفس مفهوم السمات وتعريفها، أهم السمات التي تساهم تكوين وبناء الشخصية والفرق بين السمات الشعورية واللاشعورية في علم النفس.
سمات الشخصية في علم النفس
تعرف السمة بأنها استعداد ميلي لنوع معين من أنواع السلوك ويعد هذا الاستعداد ثابت نسبيا، ويظهر أثر هذا في العديد من المواقف مثل الميل نحو الظهور الدائم والتحكم وهو ما يعرف بالسيطرة، أو مثل الاستعداد للبقاء في عمل ما والاستمرار به بالرغم من صعوبة هذا العمل وهو ما يطلق عليه المثابرة، وقد اختلف العلماء حول ما إذا كان هناك سمات ثابتة في الشخصية أو عدم وجودها على الإطلاق وتغير هذه السمات تبعا لنوع الموقف، فقد رأى البعض أن هناك سمات ثابتة بصورة مستقلة عن المواقف، ورأى البعض الأخر أن السمات تتصف بأنها نوعية وتتغير بحسب نوع الموقف فهي غير ثابتة سواء بصورة نسبية أو مطلقة.
أبرز السمات في تكوين الشخصية
نعرض في سياق الحديث عن سمات الشخصية في علم النفس أبرز السمات التي تساهم في تكوين وبناء الشخصية والتي تتمثل فيما يلي:
- الضمير: يعد بمثابة الدافع الذي يدفع المرء تجاه القيام بواجباته وتحمل مسئولية نفسه والالتزام بالمسئولية الملقاة على عاتقه نحو الأخرين، إذ يختلف الشخص صاحب الضمير اليقظ عن الشخص الغير مبالي والغير مسئول، إذ يأخذ ذو الضمير اليقظ في اعتباره قبل التخطيط لأي مهمة وتنفيذه لها الآثار التي قد تترتب عليها على الصعيدين الخاص والعام، أما من يعرف عنه اللامبالاة يتصرف بحرية مطلقة دون الأخذ في الاعتبار ما سوف يترتب على تصرفه من آثار.
- العصابية: يعاني أصحاب هذه السمات من شعورهم الدائم بالقلق والتوتر إذ يشعرون بالقلق والتوتر حتى وإن سارت أمورهم بشكل جيد، لذا غالبا يلجأ هؤلاء إلى التدخين والكحول كمحاولة للتعايش مع القلق الذي يشعرون به، وهذا ما يوضح السبب وراء الوفاة المبكرة التي قد يتعرض لها البعض منهم.
- الانفتاح: يدل على مدى الإقبال لدى شخص ما على التجارب الجديدة ومدى تقبله للأشياء، ويظهر لدى من يتسم بدرجة عالية من الانفتاح الميل نحو المغامرة وخوض التجارب الجديدة، كما يتسم هؤلاء أيضا بالتحرر من أشكال عديدة من القيود سواء الاجتماعية منها أو الثقافية.
- الانبساط: تعد هذه السمة من أهم السمات التي تساهم في تكوين الشخصية بخلاف سمة الانطواء، والتي قد تجعل المرء غير قادر على فهم هذه الشخصية أو فهمها بشكل خاطئ، فالانبساط يشير إلى تجاوز المرء لحدوده الذاتية والاهتمام بظهوره وتفاعله في العالم الخارجي، أما الشخص الانطوائي يميل نحو العمل بمفرده أو مع عدد قليل من الأفراد.
الفرق بين السمات الشعورية واللاشعورية
يشعر المرء بعدد من السمات ويستطيع التعرف عليها واكتشافها في ذاته وهو ما يعرف باسم السمات الشعورية، ومن هذه السمات الروح الاجتماعية والصداقة وضبط النفس، أما السمات التي لا يستطيع المرء التعرف عليها وتحديدها والتي تختزن داخل العقل اللا واعي، تعرف باسم السمات اللاشعورية وهي تنقسم إلى نوعين هما:
- السمات العصابية المنطلقة: تتمثل في صورة من صور السلوك الذي يعبر عن المشاعر أو العواطف المكبوتة، مثل أن يتصرف شخص ما بعدوانية ناتجة عن كراهية مكبوتة بداخله، أو أن يشعر المرء بالقلق نتيجة الخوف المكبوت بداخله، وهذا السلوك يعرف بأنه قسري إذ لا يتوافق مع السلوك الدائم للفرد.
- السمات العصابية العكسية: قد يتصرف شخص ما بقسوة مع شريكه وهذا التصرف ناتج عن الاحتياج العاطفي لهذا الشريك، وهذه الظاهرة تعرف باسم التناقض الوجداني ومن أمثلتها أيضا أن يقوم شخص يتسم بالخبث والمراوغة بمحاولة التصرف بصدق وتهذيب وذلك من أجل إخفاء شخصيته الحقيقية والحيلولة دون كشفها، إذ أن السلوك الصادر عن أصحاب هذه السمات عكس السلوك الصادر عن أصحاب السمات العصابية المنطلقة.
المصدر
اقرأ أيضًا: