تخصص علم النفس ينظر البعض إلى تخصص علم النفس على أنه من التخصصات التي تنطوي على صعوبة إلى حد ما، إذ يرى هؤلاء أن من أسباب عدم وجود المعالجين النفسيين المتميزين الصعوبة التي يعرف بها هذا التخصص، كما يتساءل البعض من الراغبين في دراسة هذا التخصص عن المميزات التي يجب أن يتسم بها المعالج أو المختص النفسي، والتي تتيح له التميز في عمله والفرص المتاحة للعمل بهذا التخصص في مجال العمل الميداني، لذا فقد أوردنا في مقالنا هذا معلومات مفصلة عن تخصص علم النفس ومميزاته والصعوبات التي تواجه طلبة علم النفس والسمات التي يجب أن يتسم بها المختص النفسي.
تخصص علم النفس
يرجع تاريخ بداية ظهور علم النفس إلى القرن الثامن عشر وتعود جذوره إلى اليونانية، فقد اشتق اسمه من الكلمتين اليونانيتين لوغوس وبسوخي، وتعني كلمة لوغوس العلم أما كلمة بسوخي يشير معناها إلى النفس، وجاء من هاتان الكلمتان اسم سيكولوجيا وهو الاسم الإنجليزي الشائع استخدامه في مختلف أنحاء العالم لعلم النفس، ويعرف هذا العلم بأنه الدراسة العلمية للسلوك وكيفية التحكم في هذا السلوك وضبطه والتنبؤ بما قد يصدر عنه، فهو العلم القائم على دراسة الشخصية والعقل والتفكير ومعرفة الأنماط المختلفة لهذه الأمور، كما يعمل على تحليل هذه الأمور من أجل تحديد المشكلات النفسية للفرد والعمل على حلها وعلاجها.
المزايا في تخصص علم النفس
يوجد العديد من المدارس التي تعتمد عليها دراسة علم النفس والتي قام بتأسيسها علماء نفسيين يعدون الأشهر بين علماء النفس، ومن هذه المدارس المدرسة الفرويدية أو ما يعرف بمدرسة التحليل النفسي، مدرسة الأكاديمية، المدرسة الايلية، مدرسة إخوان الصفا، المدرسة الابيقوروية، وغيرها العديد من المدارس الأخرى، وتعد أبرز المميزات التي يتميز بها تخصص علم النفس عن العلوم الأخرى والتي يرغب طالب علم النفس أو من لديه شغف بدراسة هذا العلم في التعرف عليها سواء من ناحية الدراسة أو طبيعة العمل في هذا المجال والوظائف المتاحة به، وهذه المميزات نجملها في النقاط التالية:
- الدارسة: المميزات التي يتميز بها هذا التخصص من حيث الدراسة تبرز من خلال الاختلاف الذي يوجد بين هذا التخصص وغيره من التخصصات، إذ يتميز هذا التخصص بأن طالب علم النفس يركز على دراسة الأسس والأصول القائم عليها علم النفس، حيث أن دراسة هذا العلم تختلف بشكل كبير عما قد نجده ونقرأه في الكتب النفسية التي يتم تداولها بين العوام، إذ يجب على طالب علم النفس ألا يعتمد على الأفكار السطحية والمعلومات التي يتاجر بها بعض المختصين بالبرمجة اللغوية والعصبية، كما يدافع هذا التخصص المهتمين به والمختصين إلى تطوير الذات.
- العمل: تعددت مجالات العمل التي يستطيع خريج علم النفس العمل بها والالتحاق بالوظائف المتاحة بها، بعد أن صار المجتمع أكثر وعيا بالطب النفسي وساد الوعي النفسي بين أفراده، فقد كان المجتمع يصف العلماء والأطباء النفسيين بالمجانين ولذا كانت الوظائف حينها قليلة والفرص عزيزة، ومن مجالات العمل المتاحة لخريجي علم النفس العمل في العيادات الخاصة والعامة، والعمل في مستشفيات الصحة النفسية ودور المسنين والأيتام والالتحاق كذلك بقطاع التعليم والعمل في المدارس والجامعات.
اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته عن تخصص علم النفس
معوقات تخصص علم النفس
تنبع المتعة الحقيقية من دراسة علم النفس من الشغف الأصيل لدى طالب علم النفس، فمن خلال هذا الشغف يستطيع الطالب تخطي ما يواجه من صعوبات وتحديات في دراسته لعلم النفس، وتعتبر مسألة الصعوبة في دراسة هذا العلم مسألة نسبية فما يراه البعض صعبا قد لا يراه البعض الأخر هكذا، ولن يواجه الطالب أية صعوبات إذا قام بالاطلاع على الكتب التي تتحدث عن هذا العلم قبل إقدامه على الالتحاق بهذا القسم، ويجب أن يعلم الدراس أن صعوبة هذا التخصص تختلف وتتفاوت درجاتها تبعا لقدرات الطلاب وتفوقهم العلمي والإمكانات الفكرية والعقلية التي يتمتعون بها، ومن الصعوبات التي قد تواجه الطالب عند دراسته لعلم النفس التالي:
- دراسة الطالب لبعض المواد العلمية التي ترتبط بالقسم العلمي في علم النفس مثل دراسة الإحصاء النفسي، إذ على الرغم من أن علم النفس يصنف كفرع من فروع القسم الأدبي، إلا أن دراسته تتطلب التطرق لبعض المواد العلمية والتي يراها البعض من أهم المشكلات التي تواجه الطلبة في هذا الفرع.
- دراسة الطالب لبعض المواد النفسية التي توجب دراستها معرفة الطالب للغة الإنجليزية بشكل جيد، وهذا العقبة تواجه العديد من الطلاب الذين تمثل اللغة عائق لهم.
- تعدد وتنوع المدارس النفسية تجعل من الصعب على الطالب استيعاب وفهم بعض المصطلحات والمفاهيم النفسية.
- إجراء الطالب للعديد من التقارير والأبحاث التي يتطلبها هذا التخصص والرجوع للدراسات القديمة والاطلاع عليها وعلى الدراسات الحديثة.
- ضرورة معرفة الطالب لجميع فروع علم النفس في ظل تعددها وتنوعها والإلمام بكافة الفروع النظرية والتطبيقية.
- صعوبة التطبيق الميداني التي تواجه الطالب بعد تخرجه.
اقرأ أيضًا: أفضل كتب علم النفس للمبتدئين
سمات المختص النفسي
يجب أن يتمتع المختص والمعالج النفسي بالعديد من السمات التي تجعله متميزا في عمله، إذ أنه على الرغم من كثرة من يعملون في هذا المجال إلا أن أعداد المتميزين فيه قليلة، لذا ينبغي التعرف على أهم السمات التي يجب أن يتحلى بها المختص النفسي وهي:
- يجب على المختص النفسي أن يكون ملم بجميع البيانات والمعلومات الخاصة بالمرضى، والتي يطلع عليها من المرضى أنفسهم أو من ذويهم وذلك من أجل أن يصل إلى تشخيص دقيق للمريض، إذ يجب أن يتجنب التسرع والعجلة في التشخيص ويبتعد عن تناول المشكلات التي يقوم بحلها بشكل مجرد.
- ينبغي أن يحافظ المختص النفسي على أسرار مرضاه ولا يفشي أيا منها لزملائه في العمل، إذ يجب أن يشعر المرضى بأن المختص النفسي مصدر ثقة لهم.
- أبرز ما يتميز به المختص النفسي قدرته على تحويل الأرقام إلى دلالات إكلينيكية وتفسيرات يكون من شأنها إعطاء صورة كاملة وواضحة عن حالة المريض.
- يجب أن يحرص المختص على إقامة العلاقات الودية بينه وبين المرضى ويستمع إليهم جيدا دون أن يقاطع حديثهم، ويحرص أيضا على احترام مشاعرهم والاهتمام بمشاكلهم دون تصغيرها وتهميشها.
- أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها المختص النفسي الصبر والاتزان النفسي وسعة الصدر، ويجب عليه أن يكون ملم بكافة الدراسات والأبحاث الحديثة ويتمتع بالثقافة العامة إلى جانب ضرورة إجادته للغة الإنجليزية.
المصدر
اقرأ أيضًا: