قراءة القرآن للحائض
تتسائل بعض النساء حول حكم قراءة القرآن للحائض من الجوال أو من المصحف خاصة في شهر رمضان، كما يتبادر إلى أذهان العديد من النساء السؤال حول حكم قراءته للجنب والنفساء، وهل للحائض والنفساء والجنب نفس الحكم عند قراءة القرآن أو مسه، وتختلف الأسباب التي تدفع النساء إلى البحث عن هذه الأحكام باختلاف حاجة كلا منهن لتلاوته، إذ يكون السبب بوجه عام لدى أغلبهن الحرص على طاعة الله والمواظبة على ذكره ونيل فضل وثواب قراءة القرآن، وقد يكون السبب لدى بعضهن يرجع إلى رغبتهن في الاستشفاء بكلام الله وقرآنه مثل قراءته للرقية الشرعية، وقد يرجع السبب إلى حرصهن على التعلم والحفظ والحذر من احتمال نسيانه في هذه الأوقات، ونجيب في مقالنا هذا عن أبرز الأسئلة التي تدور حول قراءة القرآن للحائض وجواز مس المصحف.
قراءة القرآن للحائض
يتقرب العبد من ربه خاصة في شهر رمضان المعظم بتلاوة القرآن فقد أمر الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلاوته، فقال رب العزة في كتابه العظيم { ورتّل القرآن ترتيلاً } فمما لاشك فيه أن من صفات المؤمنين والصالحين تلاوة القرآن، وقد مدح الله جلا وعلا من يتلو كتابه فنال من يتلو كتاب الله شرف ذكره في القرآن الكريم، وثمار تلاوة القرآن عديدة لا حصر لها وقد وردت في كتاب الله وأحاديث المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، فمن ثماره العديدة أنه سبب لرفعة المؤمن في الدنيا والآخرة فقد قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ( إنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الكِتَابِ أقْوَاماً وَيَضَعُ بِهِ آخرِينَ )، وكما نعلم أن المرأة تحرم من هذا الفضل في بعض الأوقات مثل وقت الحيض والنفاس أو إذا كانت جنب، ولعل ذلك ما يدفع الكثير منهن إلى البحث عن جواز قراءتهن للقرآن من المصحف أو من الأجهزة الأخرى مثل أجهزة الكمبيوتر أو الجوالات، ويشمل الحديث عن جواز قراءة القرآن للحائض بعض النقاط الهامة والتي تشمل الآتي:
- يجوز قراءة القرآن للحائض على الراجح من أقوال أهل العلم بشرط عدم مسها له إذ لا يمسه إلا طاهر كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، خاصة إذا استدعت الحاجة إلى قراءته لغرض أو سبب ما مثل قراءته للاستشفاء به، أو للتعلم والرغبة في المراجعة من أجل الاختبار أو الخشية من نسيانه إذ أن مدة الحيض قد تستغرق وقتا ولا تملك المرأة رفعه فهو ليس من كسبها، ومن الأدلة التي تشير إلى جواز قراءة الحائض للقرآن أن النساء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كن يحضن، ولم ينهاهن الرسول صلوات الله وسلامه عليه عن قراءة القرآن حينها.
- اختلف العلماء حول جواز قراءة القرآن عن ظهر قلب للحائض والنفساء، فمن أهل العلم من رأى أنها كالجنب ولا يجوز لها قراءته عن ظهر قلب، وقد استدلوا بحديث عند أهل العلم، وهو ما رواه أبو داود من حديث بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن )، وقاس بعض أهل العلم على الجنب بأنها لا تقرأ بأن الحائض عليها حدث أكبر يوجب الغسل لذا فهي مثل الجنب، وهذا القياس غير صحيح حيث أن حالة الحائض والنفساء تختلف عن حالة الجنب، فمدة الحيض والنفاس قد تطول وقد يؤدي ذلك إلى نسيان المرأة للكثير من حفظها، أما الجنابة فمدتها يسيرة تنقضي متى فرغت المرأة من حاجتها واغتسلت لذا لا يجوز القياس.
- أجاز بعض أهل العلم للحائض مس المصحف من أجل التعلم لا لمجرد قراءته، وإذا احتاجت المرأة إلى قراءة القرأن من المصحف أثناء الحيض وجب عليها أن تمسه بحائل مثل استخدام قفاز أو منديل أو خرقة نظيفة ونحو ذلك، وقد قال الشيخ بن باز رحمه الله : ” يجوز للحائض والنفساء قراءة القرآن عن ظهر قلب ، لأن مدتهما تطول فقياسهما على الجنب غير صحيح ، فعلى هذا لا بأس أن تقرأ الطالبة القرآن ، وهكذا المدرسة في الامتحان وغير الامتحان عن ظهر قلب لا من المصحف . أما إن احتاجت إحداهن إلى القراءة من المصحف فلا حرج عليها بشرط أن يكون ذلك من وراء حائل “.
حكم قراءة القرآن للحائض من الجوال
يجوز للمرأ قراءة القرآن أثناء الحيض إذا كان للاستشفاء به بأن ترقي نفسها به وبالأذكار الشرعية، وإن احتاجت إلى قراءته من المصحف لا حرج عليها بشرط أن تمسه باستخدام حائل، وتسأل بعض النساء عن جواز قراءة القرآن للحائض من الجوال أو من الأجهزة المحمولة الأخرى، وهل يشترط لقراءة القرآن من الجوال الطهارة، أجاب أهل العلم عن ذلك وقالوا أن الجوال لا يأخذ حكم المصحف سواء كان القرآن فيها مكتوبا أو مسجلا، لذا يجوز لمسها بدون طهارة كما يجوز دخول الخلاء بهذه الجوالات، إذ يختلف وجود حروف القرآن في المصحف عن وجوده في الجوال، فإن هذه الحروف لا توجد بالصفة المقروءة لها بل توجد على هيئة ذبذبات التي تتكون منها الحروف بالصورة الخاصة به في حال طلبها، وتظهر الشاشة حينها وتزول عندما ننتقل لغيرها، ومن هنا فإن قراءة القرآن أثناء الحيض من الجوال تعتبر تيسير للحائض ومن يشق عليه حمل المصحف.
اقرأ أيضًا: تحميل تطبيق معرض القرآن الكريم
المصدر