رفاعة الطهطاوي الأب الروحي للترجمة

إيمان عادلتم التدقيق بواسطة: محمد1 يونيو 2023
رفاعة الطهطاوي الأب الروحي للترجمة ومدرسة الألسن

رفاعة الطهطاوي الاسم الذي ظل عالقًا في الأذهان لسنوات طويلة بسبب مجهوداته التي لا زالت تعود أثارها الحسنة على الجميع حتى الآن، فهو مؤسس مدرسة الألسن وراعي الترجمة وأصولها في مصر.

فكل إنسان تختلف طموحاته عن الأخر ونادرًا ما نجد إنسان شبيه بالأخر في الأحلام والطموحات.

فهناك أناس غايتها الوحيدة في هذه الحياة هي التعلم المستمر ليس فقط في مجال بعينه بل في كافة المجالات.

وطلب العلم والسعي خلفه في مختلف أنحاء العالم وعدم الاكتفاء بحد معين هي غالية رائعة ولكن تحتاج لقدرة ودرجة كبيرة من الوعي والتفتح حتى يتم الوصول إليها.

وعلينا العلم جميعًا أن طلب العلم لا يتوقف فقط عند النية أو حب الأمر بل يتطلب الكثير من السعي والجهد، والبحث عن المعلومات والسفر للاكتشاف ومعرفة الثقافات المختلفة.

وحديثنا اليوم سيكون عن واحد من محبي العلم بشغف كبير، حتى أنه خصص حياته في التعلم والاكتشاف ونفع الجميع بما تعلمه.

قد يجهل الكثير منا المعلومات التي تتعلق بنشأته وحياته ورحلته في العلم والترجمة.

لذلك قررنا الحديث عنه خلال السطور القادمة لكي يتم التعريف بشخصية من أعظم الشخصيات العلمية التي مرت على هذه الأرض.

أقرا أيضا : حاتم الطائي أكرم العرب

بداية ونشأة رفاعة الطهطاوي

هو رفاعة رافع الطهطاوي المولود في صعيد مصر وبالتحديد في محافظة سوهاج، وذلك في عام 1801 م.

ونشأ وترعرع وسط أسرة كريمة حيث يعود نسب والده إلى الحسين بن علي بن أبي طالب.

منذ صغره وهو يهتم بالعلم فكانت بدايته مع حفظ القرآن الكريم وإجادته.

ثم تطرق بعد ذلك لدراسة الفقه والنحو بعد وفاة والده واهتمام أحواله به بشكل كبير.

ساعدته نشأته وسط أسرة تقدر العلم والعلوم في هواية الأمر والاهتمام به بشكل كبير.

حتى أنه فور بلوغه سن السادسة عشر قام بالتوجه إلى الدراسة في الأزهر الشريف، وخلال دراسته تعلم الحديث والفقه والتصوف والتفسير والنحو والصرف ولكنه لم يتوجه الى تفسير الأحلام .

وتتلمذ على يد نخبة من كبار علماء الأزهر في ذلك الوقت من أبرزهم:

الشيخ حسن القويسني، وإبراهيم البيجوري، وحسن العطار، وهو ما جعله يتنوع بعد ذلك ويجمع ما بين علوم الشرع والعلوم الكونية.

السفر إلى باريس وتغير حياة رفاعة الطهطاوي

شغفه وحبه الشديد للتعلم جعل الكثير من الطلبة يلتفون حوله وهو في سن الحادية والعشرين من عمره لتعلم علوم المنطق والحديث والبلاغة والعروض.

إلى أن تغيرت حياته رأسًا على عقبًا في عام 1826م عندما قرر الوالي محمد علي إرساله بصفته عالم من علماء الأزهر ومعه اثنين آخرين ضمن بعثة علمية كبيرة إلى فرنسا لدراسة العلوم والمعارف الإنسانية، في الإدارة والهندسة الحربية، والكيمياء، وغيرها الكثير من العلوم.

ومع انطلاق البعثة حرص رفاعة الطهطاوي على تعلم اللغة الفرنسية ونجح بالفعل في إتقانها، وبدأ في القراءة والانهماك في التعلم.

حتى قررت الحكومة المصرية ضم رفاعة إلى بعثتها التعليمية على أن يتخصص في مجال الترجمة.

وخلال البعثة نجح بالفعل في ترجمة اثني عشر عملاً إلى العربية في التاريخ والجغرافيا والهندسة والصحة.

بالإضافة إلى مخطوطة كتابه “تخليص الإبريز في تلخيص باريز”.

رفاعة الطهطاوي ومدرسة الألسن

شغفه وولعه بالترجمة جعله يخطط كثيرًا لإنشاء مدرسة عليا لتعليم اللغات الأجنبية في مصر بهدف إعداد طبقة من المترجمين المتخصصين في كافة المجالات وترجمة كتب الغرب لانتفاع الدولة.

ومن هنا جاءت فكرة مدرسة الألسن التي كانت في بدايتها متخصصة في تدريس اللغة الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والتركية والفارسية.

إلى جانب الهندسة والجبر والتاريخ والجغرافيا والشريعة الإسلامية، على أن تكون مدة الدراسة 5 سنوات.

وحققت المدرسة نتائج هائلة تحت نظارة رفاعة الطهطاوي حتى تطورت الآن.

وأصبحت ضمن الكليات المصرية التي تهتم باللغات وتدريسها وظلت محتفظة بنفس الاسم حتى وقتنا هذا.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى