الأقمار الصناعية
“تساعد البيانات التي تستمد من الفضاء على تعقب انتشار الأمراض المميتة، كذلك على التنبؤ بحدوثها”
(K .هارمون)
هذا المقال يندرج تحت موضوعات علوم الفضاء، وخلال السطور القادمة سوف نتعرف على أوجه الاستفادة منها من خلال توضيح دور الاقمار الصناعية في خدمة البيئة والإنسان.
الأقمار الصناعية ودورها في تعقب انتشار الأمراض المميتة
تنتشر العديد من الأمراض المعدية من خلال النواقل كالطيور والبعوض، وتقوم هذه النواقل بالتحرك مع التغيرات التي تحدث في درجات الحرارة، وهطول الأمطار.
وقد أدرك الباحثون ذلك فبدأوا باستغلال البيانات التي تقوم الأقمار الصناعية بتوفيرها، كي ترصد الأحوال البيئية التي تعمل على حدوث الأمراض.
وكما يقول (T . فورد) < من جامعة نيوإنكلاند في بدفورد، وهو مؤلف مشارك في البحث الذي تناول هذا الموضوع، والذي تم نشره في مجلة الأمراض المعدية المستجدة، العدد 9/2009>.
يقول: يمكننا أن نتنبأ بحدوث الأحوال التي تؤدي إلى حدوث الفاشيات الكبيرة مثل الملاريا والكوليرا، وإنفلونزا الطيور.
حيث يتم استخدام البيانات التي ترسلها الأقمار الصناعية في رسم خرائط توضح تقدم فيروس إنفلونزا الطيور على سبيل المثال.
حيث أن البط الداجن المنتشر في حقول أسيا بجنوب شرق أسيا هو من أهم نواقل المرض، مساعد مدير التحليل الفضائي في جامعة أوكولاهوما (زياو) الصور التي تقوم ببثها الأقمار الصناعية لرسم خرائط للأنماط الزراعية بالمنطقة.
وقد بينت هذه الخرائط الأماكن التي على الأغلب يعيش بها البط، وبالتالي الأماكن التي من الاغلب ينتشر بها أنفلونزا الطيور، حيث تحمل الطيور المهاجرة كذلك الفيروسات رف، إلا أن توقع أنماط سفرها يعد غاية في الصعوبة.
ويقول (زياو): تقوم الأقمار الصناعية بعمل مراقبة مستمرة، وأن الحكم على شدة انتشار المرض اعتمادًا على التصوير بالأقمار الصناعية يحتاج للعديد من التفاصيل التي تخص سكان المنطقة.
الأقمار الصناعية تراقب قش الأرز
حيث يتم استخدامها في رصد أماكن حرق قش الأرز، ويتم إرسال الصور إلى فرق التفتيش الميدانية، وتبعًا لها يتم تحرير المخالفات، وقد نتج عن هذا انخفاض معدل حرق قش الأرز منذ أعوام بنسبة 90%.
وهناك العديد من الفوائد التي تقدمها الأقمار الصناعية للبيئة
حيث تقوم برصد انحسار المسطحات المائية، أو حدوث استنزاف للموارد الطبيعية، كما تراقب المخاطر الصناعية والتلوث، ومكافحة الفيضانات.
واستكشاف الحرائق والأماكن الساخنة، ومكافحة التصحر، حيث يتم تسخير تقنيات الاستشعار عن بعد من أجل فهم الظاهرة ومراقبة الغطاء النباتي، وزحف الكثبان الرملية والمراعي وانجراف التربة.
المراجع:
- مجلة العلوم، الترجمة العربية لمجلة ساينتفتك أمريكان، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، العدد 27.
- جريدة اليوم السابع الإلكترونية.
- منظمة المجتمع العلمي العربي.