خطبة عن الوطن قصيرة اولى متوسط، الخطبة هي فن نثري يناقش فيه الخطيب موضوع ما ليقوم بإلقائه أمام حشد من الناس خلال مناسبة ما، وتتكون الخطبة من مقدمة تمهد الموضوع، ثم العرض الذي يسرد الأفكار ويناقشه لكن في سياق مترابط، وأخيرا تأتي الخاتمة في نهايتها.
خطبة عن الوطن قصيرة اولى متوسط
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم الوطن مسؤولـية ووفَاء، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ونبيه، والحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الوطن وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، وعلى من اتبعهم بالإحسان والبر والإيمان إلى يوم البعث.
الخطبة
الوطن كلمة صغيرة في الحجم كبيرة في المضمون، فالوطن هو الأرض هو الحُب والحنان هو الأمان هو الكَون باتساعه، هو الأم المِعطاء، هو النَماء والانتماء، هو الهوية هو الحُب الأوّل والأزلي، وليس ثَمّة كلمة أغلى من كلمة وطن، وقد تَغَزل الشعَراء فيه على مدى السنين والأزمان وَنَظَموا فيه أجمل الأشعار، فهو حُبٌ فِطري متَأصل في نَفس الإنسان، والوطن ماضي الشخص وحاضره ومستقبله، وكل شِبرٍ من أرض الوطن تحكي حكاية عشقٍ وانتماءٍ له، والانتماء لا يكون بالكلام إنما الانتماء هو الفِداء، وأن يسعى كُلُّ فردٍ فيه للحفاظ عليه وتنميته وازدهاره، والوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا بالتّضحيات وتُسقى بالعَرَقِ والدم، وهنيئًا لمن مات دفاعًا عن الأوطان ففي الدّنيا له الذكرُ الحَسَن وفي الآخرةِ له أعلى المقامات.
لقد حَرِصَ الإسلام على تعزيز وتنمية حب الوطن داخل أفراده، فالأمن والاستقرار في الوطن من أهم النعم التي أنعَمَ الله سبحانه وتعالى بها على عباده، وَقَد قَرَنَ الله سبحانه وَتَعالى في كتابه العزيز حُبّ الارض بِحُب النفس، والرسول صلى الله عليه وسلم عَلّمَنا حُبّ الوطن والحنين إليه، عندما قال وهو مفارقٌ لمكة، (واللَّهِ إنِّي أعلمُ أنَّكِ خَيرُ أرضِ اللَّهِ وأحبُّها إلى اللَّهِ ولَولا أنَّ أهلَكِ أخرَجوني مِنكِ ما خرَجتُ) صحيح، فقد تَرَسّخَ الانتماء والحب في قلبه لقريته على الرغم من الظلم والعدوان الذي لَقِيه من أهله.

كما أن حُبّ الوطن في الإسلام يعني التزام الشخص بالأخلاق الفاضلة والمبادئ الحَميدة وأمره بالمعروف و نَهيه عن كُلّ مُنّكَرٍ يَراه، وتوحيد الكلمة والصف حتى يكونوا كالبنيان المَرّصوص، وأن يَعيش الجميع بمحبةٍ وتَوّادٍ وتَعاطف، ومن أجمل تجليات حب الوطن الدُّعاء بأن يُديم الله سبحانه وتعالى أمنه واستقراره، وحب الأوطان يَقّتَضي الدفاع عن الدين والمُقَدّسات، وقد جعل الله عزّ وجلّ حماية الوطن والدفاع عنه جهادًا في سبيله، باعتباره موطنًا لعبادته سبحانه وتعالى وإقامة دينه وتعاليمه، ومن أجل أن يكون مكانًا آمنًا للعباد، لأنه يُريدُ لهم الأمن والسلام والصَلاح في الدنيا والآخرة، وليبقوا بعيدًا عن القلق والاضطراب.
الخاتمة
يا عباد الله، اتقوا الله وأحبوا وطنكم وساعدوا على تطوره علميا وماديا ومعنويا، وربوا أطفالكم على التربية الصالحة وعلى المساهمة في ازدهار المجتمع وتطوره، وعلموهم أن يحبوا وطنهم ويخلصوا له، ورسخوا فيهم تحمل المسؤولية في بناء وطنهم وحسن العطاء له، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه يغفر لكم ذنوبكم إنه هو الغفور الرحيم، وادعوه يستجب لكم إنه هو السميع البصير.
كما أن الإخلاص وحب الوطن والمجتمع والمساهمة في تنشئته وبنائه وتطويره والدفاع عنه هو أحد أهم الأساسيات الأخلاقية التي يرتكز عليها الإنسان، فكم من دولة لا تملك العتاد العسكري الحديث ولا تملك الأعداد الهائلة المدرّبة، ولكن بلُحمتها واتحادها تقاوم العدو حتى آخر رمق دون استسلام وتستعصي عليه أكثر من تلك التي تملك كل أسباب النصر المادية من أسلحة وجيوش مجهزة، لذلك تجب المحافظة على الوطن والإخلاص له وبناؤه والمساهمة في ازدهاره والدفاع عنه إن لزم الأمر.