قصص أطفال قصيرة قبل النوم

أيمان ماهر10 نوفمبر 2023
قصص أطفال قصيرة

من أكثر الأشياء التي يعشقها الصغار أن يستمعوا إلى قصص أطفال قصيرة يرويها لهم آباؤهم أو أمهاتهم قبل النوم، فإن ذلك يدخلهم في حالة من الهدوء والسلام النفسي ويجعلهم أكثر استعدادًا للخلود إلى النوم.

ومن جانب آخر فإن الآباء يحرصون دائمًا على إسعاد أبنائهم حتى في غير أوقات النوم بأن يرووا لهم قصص أطفال قصيرة فإن لها دورًا كبيرًا في غرس بعض القيم في نفوس الأطفال والتي تؤثر فيما بعد على سلوكهم، كما أنها تؤثر أيضًا في تكوين محصلة من المعرفة تسهم بشكل قوي في تكوين جزء من ثقافتهم، فضلًا عن أن لتلك القصص دورًا تعليميًا عند الأطفال.

قصص أطفال قصيرة

قصة الحمار والتاجر

و هناك قصص أطفال قصيرة تقدم للطفل نصيحة بشكل طريف ومسلٍ، حيث يحكى أنه في إحدى القرى، كان هناك تاجر ملح يحمل بضاعته كل يوم في الصباح على ظهر حماره، وذات يوم كان التاجر متوجهًا ومعه حماره وأثناء مرورهما في طريق من جانب النهر انزلق الحمار فوقع في الماء.

ظل الحمار يحاول النجاة من الغرق حتى وصل إلى ضفة النهر ونجح بالفعل في النجاة، ولكن الملح الذي كان يحمله على ظهره قد ذاب في الماء فشعر الحمار بأنه أسرع في الحركة وأخف في الوزن بسبب تناقص وزن الحمولة التي كانت على ظهره.

قرر التاجر العودة إلى بيته برفقة حماره لكي يجلب كمية أخرى من الملح ويتوجه بها إلى السوق لكي يبيعها، ولكن يبدو أن الحمار قد أعجبته فكرة الوقوع في النهر لأن ذلك يخفف من الأحمال الموجودة على ظهره.

وعندما جلب التاجر كمية أخرى من الملح وحملها على ظهر الحمار، ألقى الحمار نفسه في النهر متعمدًا هذه المرة لكي يخفف الحمولة من على ظهره وبالفعل ذاب الملح في الماء مرة ثانية واستطاع الحمار أن يخرج من النهر بدون الحمولة الموجودة على ظهره، ولكن التاجر كشف خطة الحمار هذه المرة.

عاد التاجر إلى المنزل برفقة الحمار ولكنه في هذه المرة وضع على ظهر الحمار حمولة من الإسفنج بدلا من الملح، وتوجه بالحمار إلى السوق، وعندما مر من جانب النهر ألقى نفسه مرة أخرى ولكنه في هذه المرة وجد أن وزن الحمولة التي على ظهره يزداد ولم ينقص وذلك لأن الإسفنج يمتص الماء فيزيد وزنه.

ضحك التاجر من ذلك وقال للحمار: “لن تتمكن من خداعي مرة أخرى أيها الحمار الماكر”.

وتدعو هذه القصة إلى عدم التخاذل في أداء العمل، فلو كان الحمار قد فكر في أن يؤدي عمله بأن يحمل الملح إلى السوق حتى يبيعه صاحبه لما كان قد تعرض لمشقة الوقوع في النهر أكثر من مرة، وما كان عرض نفسه إلى عقاب التاجر عندما اكتشف خطته.

قصة الشجرة المغرورة

وتدعو قصص أطفال قصيرة أيضًا إلى التحلي بالصفات والأخلاق الحميدة، فيُروى أنه هناك في إحدى الغابات شجرة ضخمة وكبيرة وكانت دائمًا تتباهى بقوتها وضخامة حجمها، وكانت بالقرب منها نبتة صغيرة وضعيفة تتأثر دائمًا بتعرضها إلى نسمات قليلة من الهواء.

وذات يوم كانت الشجرة الكبيرة تتباهى وتفتخر بقوتها كما تفعل دائمًا فقالت لها النبتة الصغيرة لا تتباهي بقوتك ولا تكوني مغرورة ومتكبرة فإن الغرور دائمًا عواقبه وخيمة ومهلكة، ومهما كانت قوتك فسيأتي يوم وتكوني ضعيفة فيه فلا تتكبري، فلم تهتم الشجرة الكبيرة بكلامها.

وفجأة هبت رياح قوية أجبرت النبتة الصغيرة على الانحناء لكي لا تتعرض للأذى، ولكنا لم تؤثر في الشجرة الكبيرة التي استطاعت أن تصمد أمام الرياح ولم تنحنِ لها مما جعلها تسخر من النبتة الصغيرة لأنها ضعيفة ولم تتحمل شدة الرياح مثلها.

وفي يوم من الأيام هبت رياح أخرى شديدة فانحنت النبتة الصغيرة مثلما فعلت من قبل وظلت الشجرة الكبيرة صامدة ولم تنحنِ للرياح، ولكن سرعان ما اشتدت قوة هذه الرياح وتحولت إلى عاصفة شديدة ولم تستطع الشجرة الكبيرة أن تصمد أمامها كثيرًا فسقطت على الأرض، فيما ظلت النبتة الصغيرة منحنية إلى أن انتهت العاصفة.

والعبرة من هذه القصة أن الغرور صفة غير محمودة وأنه مهما كانت لديك من النعم فلا يجب أن تغتر بها فقد تُحرم منها بسبب ذلك الغرور.

الكنز المجهول

وهناك أيضًا قصص أطفال قصيرة تزرع في الطفل قيمًا ومبادئ وتزرع فيه روح العزيمة منذ الصغر، فيحكى أنه كان هناك رجل كبير لديه أربعة أبناء وكانوا في مرحلة الشباب، ولكنهم كانوا غرقى في الكسل ولا يفعلون شيئًا في حياتهم ولا يتقنون أي عمل على الإطلاق، معتمدين على والدهم في كسب الرزق ظنًا منهم أنهم سوف يظلون هكذا طوال حياتهم.

وكانت والدهم يشعر مع مرور الأيام أن صحته بدأت تتدهور وأن نهايته قد اقتربت، ولكنه كان يخشى على أبنائه الكسالى من أن يظلوا هكذا بعد موته في فيكون مستقبلهم في خطر بسبب كسلهم، وخاصة أنه حاول أن ينصحهم مرارًا وتكرارًا أن يبحثوا عن عمل يكسبون من أرزاقهم ولكنهم لم يستمعوا له.

قرر الرجل العجوز أن يلجأ إلى حيلة ليجبر بها أبنائه على أن يعملوا ويجتهدوا ويعتمدوا على أنفسهم من أجل أن يحصلوا على الرزق، فجمعهم وأخبرهم أنه يخبئ كنزًا كبيرًا في الأرض التي تحيط بالمنزل الذي يعيشون فيهم، ولكنه نسي مكان هذا الكنز، وطلب منهم أن يبحثوا عنه.

فرح البناء في البداية مما أخبرهم به أبوهم ولكن ما جعل فرحتهم لم تكتمل هو أنهم يعرفون مكان الكنز وأنهم سوف يبذلون مجهودًا شاقًا لكي يجدوه، وبعد مرور عدة أيام مات أبوهم، فقرروا أن يبحثوا عن الكنز الذي أخبرهم به، وبالفعل قرروا أن يحفروا في الأرض أملا منهم في أن يجدوا الكنز ولكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل ولم يجدوا أي أثر لهذا الكنز.

وذات يوم لاحظ أحد هؤلاء الفتية أن هناك جزءًا من هذه الأرض مظهره مختلف وأنهم لم يقوموا بحفره، فاجتمع هو وإخوانه وظلوا يحفرون في هذا المكان على أمل أن يجدوا الكنز في هذه البقعة من الأرض، فظلوا يحفرون حتى بدأت تخرج المياه من هذه الحفرة.

شعر الأخوة بالإحباط لأن كل محاولاتهم في البحث عن الكنز قد خابت، وجلسوا بالقرب من الحفرة ليستريحوا من تعبهم نتيجة الحفر، وبينما هم جالسون مر بهم أحد الفلاحين ونصحهم أن يزرعوا الأرض بدلًا من أن يحفروا فيها وان يستغلوا تلك المياه التي خرجت من الأرض في زراعتها.

وبالفعل استمع الفتية إلى نصيحة هذا الرجل وبدأوا في زراعة الأرض، ومع مرور الأيام بدأ ينمو المحصول شيئًا فشيئًا حتى نضج فسارعوا بأن يجمعوه ويبيعوه في السوق لكي يجنوا المال نظير ذلك البيع، وظلوا يكررون هذه العملية حتى أصبح لديهم الكثير من المال فأدركوا أن الكنز الذي أخبرهم به أبوهم هو الجد والاجتهاد والعمل والاعتماد على النفس لكي يكسبوا رزقهم.

 

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى