مراحل تطور الموارد البشرية
مراحل تطور الموارد البشرية أصبحت الموارد البشرية من أهم القواعد الأساسية التي ترتكز عليها أي مؤسسة في إدارة الأعمال من أجل الاستفادة القصوى من الأفراد وتوجيه مجهوداتهم إلى صالح العمل.
فلا تخلو أي مؤسسة في زمننا الحالي من وجودة قسم مخصص لإدارة والتصرف التام في كافة شئون العاملين بها واختيار من هم على أعلى كفاءة لتحقيق الدخل وتقدم المؤسسة.
ويجب علينا جميعًا العلم بأن إدارة الموارد البشرية ليست بحديثة نتاج التطور التكنولوجي، إنما هي وليدة عدة تطورات ساهمت في تطويرها مع مرور العصور.
حتى أصبحت جميع الشركات والمؤسسات الكبرى التي تتولى تنفيذ العديد من المشروعات على يقين تام بأن إدارة الموارد البشرية هي السبيل الأول لاختيار الموظفين التي بحاجة إليهم داخل المؤسسة، وجمع كافة البيانات الخاصة بهم، إلى جانب توفير عناصر الراحة والتحفيز من أجل تحقيق الإبداع والابتكار.
تطور الموارد البشرية التاريخي
- للموارد البشرية أصول تاريخية لا يمكن لنا أن نتغافل عنها، فهناك عدة مراحل شهدتها الموارد البشرية منذ أن بدأت مع حدوث الثورة الصناعية في فرنسا في القرن الثامن، والتي غيرت مفهوم العالم الغربي في التعامل مع الآلات والتقليص من استخدام العمالة، مما دفع أصحاب المصانع إلى البحث عن انتقاء المتخصصين من أجل التعامل مع الآلات، ومن هنا جاء ظهور المشرفين والمسئولين عن إدارة الأقسام.
- ولم تكن الثورة الصناعية في صالح العمال مطلقًا، فعلى الرغم من تنوع الأقسام وكثرة سبل تبادل المنفعة إلا أن ظهور الآلات جعلت نظرة أصحاب المؤسسات للعمال تنحصر في كونها مجرد أداة لتحقيق الربح والإنتاج بأقل خدمات برواتب زهيدة، مما دفع الكثير من العمال للمطالبة بتكوين نقابات وجمعيات للمطالبة بحقوقهم المالية والمعنوية ووضع بعض القوانين التي تنظم ساعات واختصاصات العمل.
- وبدأت مراحل تطور الموارد البشرية تأخذ شكل حقيقي مع فردريك تايلور، الذي نجح في تنظيم العلاقة بين إدارة المؤسسة والعاملين بها، وجاء ذلك من خلال وضع بعض المبادئ في حالة السير عليها تستقيم الأمور بشكل كبير.
مراحل تطور الموارد البشرية الحديثه
- حدوث تطور حقيقي في الإدارة من جميع النواحي، في البداية تغيير نظرة الرؤساء إلى العاملين على كونهم مجرد أدوات لإنجاز المهام، مع تحديد الأهداف والأعمال الواجب إنجازها في حدود الإمكانيات المتاحة.
- اختيار العاملين لابد وأن يتم وفقًا لقدراتهم والمهارات التي لديهم من أجل تحمل ضغوطات العمل والقدرة على الإنجاز.
- أن تتولى إدارة الموارد البشرية حصول العامل على تدريب مناسب لطبيعة الوظيفة المطلوب منه إنجازها، حتى يكون على قدر عالي من المسئولية والوعي أثناء التنفيذ.
- إعطاء الحافز المناسب للعاملين من أجل تحفيز كفاءة الإنتاج، سواء من الناحية المادية أو المعنوية، مع تنظيم ساعات العمل.
- ومع إرساء تايلور لقواعد الإدارة العلمية أفسح المجال بشكل أكبر أمام مراحل تطور الموارد البشرية ليأتي بعدها مرحلة علم النفس الصناعي، والتي من خلالها بدأ التواجد الحقيقي لأفراد إدارة الموارد البشرية في المؤسسات، من أجل الاهتمام بحقوق العاملين في حالة التعرض لأي إصابات أو إجهاد، مع التركيز أيضًا على العامل النفسي للعاملين.
- هذا إلى جانب الاهتمام من خلال مراحل تطور الموارد البشرية بالعلاقات الإنسانية، وتنظيم العلاقات بشكل جيد بين الإدارة والعاملين، مع الاهتمام بالخدمات التي تقدم لهم، وهو ما سعى التون مايو إلى تحقيقه من خلال تجارب “هاوثورن”، حتى يشعر العامل بالرضاء عما يقدم إليه، ومن ثم يقوم بإعطاء كل ما لديه في العمل.
- وبدأ بعد ذلك ظهور بعض المتخصصين في إدارة الأفراد، سواء المتخصصين في اختيار وتدريب الموظفين، إلى جانب الاهتمام بجميع شئون العاملين والخدمات المقدمة لهم من رعاية طبية واجتماعية مما جعل مراحل تطور الموارد البشرية تصل إلى كونها من أساسيات أي منظمة.