الدعاء المستجاب، ما أحوج العباد لله والتضرع له وتحري أوقات ومواضع وصيغ الدعاء المستجاب من القرآن والسنة النبوية المطهرة.
ومن كرم الله ورحمته بجميع عباده أنه لم يجعل بيننا وبين الله وسيطًا ولا وقتًا بعينه.
بل يطمئنا دائمًا بوجوده وقربه منا أكثر من حبل الوريد الذي يسير في الإنسان نفسه، وجعل مفتاح العلاقة ومدخلها هو الدعاء.
فلا خلاف على أن الدعاء ما هو إلا وسيلة لتلبية حاجة العباد سواء بطلب بعض الأشياء، تمني بعض الأمنيات، التضرع لرفع البلاء وطلب الطمأنينة.
فالمطالب والاحتياجات لا تنتهي وكلها لصالح العباد، فلا يوجد أي نفع يعود على الله سبحانه وتعالى من هذا الدعاء ولا يعجزه شيء في تحقيقه.
إلا أن الله أشد فرحًا بعودة عباده إليه ودعائهم له فهذا بمثابة تصديق من العبد على قدرة الله وحده على تحقيق كل ما يتمناه الإنسان، والله لا يرد عبدًا استنجد به وطلب أمرًا منه.
ولكن الإنسان خلق عجولًا يرغب في رؤية ما يتمنى بشكل سريع حتى أنه قد يصاب باليأس ويتوقف عن الدعاء في حالة التأخير.
والله قد يؤخر إجابة الدعاء لحكمة هو وحده يعلمها ونجهلها نحن وقد يدخره للعبد في الآخرة لينتفع به، أو قد يدفع به بلاء عنه ففي كل الأحوال توجد فائدة من جراء الدعاء.
وفي بعض الحالات قد يقع الإنسان في بعض الأخطاء التي تؤخر إجابة دعائه أو تجعله خارج نطاق الدعاء المستجاب وهو لا يدري.
ويتعجب بعدها من عدم استجابة دعائه.
فهناك بعض المواضع والأوقات وكذلك الصيغ التي تجعل دعائك مقبولًا ومستجابًا بأمر الله وحده.
سوف نستعرضها معكم خلال السطور القادمة حتى يتم تجنب الوقوع في الأخطاء.
أفضل أوقات ومواضع الدعاء المستجاب
بلا شك أننا جميعًا حين نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء نرجو الإجابة وسرعة تحقيق المراد.
وهناك بعض الدعوات التي تتطلب وقت لتحقيقها ليس لعجز الله عن تحقيقها في الحال ولكن لحكمة الله واختياره الوقت المناسب لتحقيقها.
ولكن هناك دعوات أخرى تتطلب الإجابة العاجلة ومعها يتحرى المسلم أوقات الدعاء المقبول.
وهذا لا يعني أن الدعاء في أي وقت أخر لا يستجاب، لا فالله قريب من عباده يسمع شكوهم ودعائهما في كل وقت.
ولكن هذه المواضع والأوقات التي يتم استعراضها تبشرك بالإجابة الأكيدة بأذن الله.
ومن أفضل أوقات ومواضع الدعاء المستجاب:
الدعاء ما بين الأذان والإقامة
مجاب بإذن الله فبعد ترديد الأذان وقول دعاء الانتهاء من الأذان يبدأ المسلم بالدعاء بما يرجو ويتمنى حتى موعد إقامة الصلاة.
الدعاء وقت السحر
وهو في جوف الليل ويفضل الثلث الأخير من الليل حيث يتنزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا ويستمع إلى دعاء عباده ويلبي مطالبهم ويغفر لمن يستغفر.
الدعاء في الصلاة أثناء السجود
فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وهي من مواضع الدعاء المستجاب.
وكذلك قبل التسليم وختام الصلاة وبعد الانتهاء من قول التشهد الأخير.
الدعاء المستجاب يوم الجمعة
ففيها ساعة يستجاب بها الدعاء والقول المرجح أنها ما بين العصر والمغرب، أو في الساعة الأخيرة من النهار.
دعاء عرفة
مستجاب بإذن الله حيث كان الصحابة والصالحين يدخرون الدعاء ليوم عرفة من شدة ثقتهم بأن هذا الدعاء يحدث في هذا اليوم العظيم.
الدعاء أثناء السفر
من المواضع التي بها استجابة سواء كان على حافلة أو طائرة، فقد خص الله المسافر بهذا الدعاء.
دعاء المضطر
لا يرد حيث أنه في وقت ضيق وحاجة وليس بيده سوى اللجوء إلى الله والدعاء له بكشف الكرب وإزاحة الغمة.
وكذلك دعاء المريض، فوقت المرض يكون الإنسان قريبًا من ربه ويناجيه بالشفاء.
ليلة القدر
وما أعظمها من ليلة خصها الله بالذكر في سورة كاملة في القرآن الكريم للدلالة على عظمتها وعظمة الدعاء بها.
ففيها تتنزل الملائكة للأرض ويكون الدعاء المستجاب هو نصيب كل من يجدد النية مع الله بالتضرع والدعاء فهي ليلة خير من ألف شهر.
ليلة النصف من شعبان
من الليالي المستحب بها الدعاء أيضًا وكذلك ليلة عيد الفطر وليلة عيد الأضحى حيث ينشغل العباد باستقبال العيد وينسوا الدعاء المستجاب في هذه الأوقات.
الدعاء المستجاب وقت نزول المطر
أيضًا من مواضع استجابة الدعاء حيث تفتح السماوات أبوابها لاستقبال أمنيات وأدعية العباد من مختلف أنحاء الأرض ووعدهم الله بالإجابة.
الدعاء بظهر الغيب
من دعا لأخيه المسلم دون علمه بأي شيء نال الإجابة، فعليك أن تدعي لمن تعلم بضيقه أو بحاجته مثلما تدعو لنفسك.
دعاء المظلوم
مستجاب ولذلك حذر منه الله فمن تعرض لظلم وتوجه بالدعاء فليس بين دعوته وبين الله أي حجاب ووعده الله بالإجابة.
للصائم عند فطره دعوة لا ترد
وهي من مواضعه أيضًا ولا يشترط الصيام هنا في رمضان بل وحتى صيام النوافل فيجب الحرص عليها وعدم ضياعها.
دعاء الحاج أو المعتمر
مستجاب بأمر الله فهو في أطهر بقاع الأرض فمجرد رؤيته للكعبة وقيام بالدعاء يستجاب، وكذلك أثناء طوافه.
الدعاء المستجاب قبل شرب ماء زمزم
عند القيام بالدعاء فإنه يكون من الدعاء المستجاب فماء زمزم لما شُرب له.
الدعاء عند الاستيقاظ من الليل
وكذلك عند زوال الشمس قبل الظهر حيث تفتح أبواب السماوات وتتقبل الدعوات.
صيغ الدعاء المستجاب من السنة النبوية والقرآن
يحتار الكثير منا عند بداية الدعاء في كيفية اختيار الصيغ المناسبة التي بها نتيقن بأن هذا الدعاء مستجاب.
وقد علمنا الرسول الكريم بعض آداب وصيغ الدعاء المستجاب، نذكرها على النحو التالي:
آداب الدعاء المستجاب
- استقبال القبلة في حالة وجود إمكانية لذلك.
- تحري أوقات الدعاء المستجاب التي سبق ذكرها.
- البدء بالحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى والصلاة على النبي الكريم فإنها من مجيبات الدعاء.
- رفع اليدين بحذو المنكبين.
- استحضار القلب.
- الدعاء بيقين مع التأكد من الإجابة وليس الشك.
- عدم تعجل الإجابة، مع تكرار الدعاء ثلاث مرات.
الدعاء المستجاب
- عن بريدة: أن رسول الله صلي الله عليه وسلم سمع رجلا يقول: “اللهم إني أسألك باني أشهدك أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد” فقال: “لقد سألت باسمك الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب” رواد أبو داود والترمذي
- عن معاوية قال: سمعت رسول الله يقول: “من دعا بهؤلاء الكلمات الخمس، لم يسال الله شيئا إلا أعطاه إياه: لا إله إلا الله، والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله” رواه الطبراني.
- الدعاء بدعاء يونس في بطن الحوت “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” مستجاب فمن كان في كرب أو له حاجة يحب أن تقضى له فيدعو بهذا الدعاء 3 مرات ويطلب حاجته.
- (اللهم فارج الهم وكاشف الغم مجيب دعوة المضطرين رحمن الدنيا والآخرة ورحميهما أنت ترحمني فارحمني برحمة تغنني بها عن رحمة من سواك).
اقرأ أيضًا: