مشروعية صلاة التراويح في البيت: خلاف بين العلماء على مشروعية صلاة الجماعة في صلاة التراويح، والوتر في رمضان، وصلاة العيدين الفطر والأضحى، وصلاة الكسوف، وصلاة الخسوف، وصلاة الاستسقاء، وصلاة التطوع ..وغيرهم.
مشروعية صلاة التراويح في البيت
يجوز أيضاً صلاة التراويح في البيت، فعن مالك رحمه الله: ( لا بأس أن يصلي القوم جماعة النافلة في نهار أو ليل، قال : وكذلك الرجل يجمع الصلاة النافلة بأهل بيته وغيرهم لا بأس بذلك )، وقال ابن قدامة في المغني : (يجوز التطوع جماعة وفرادى، لأن النبي فعل الأمرين كليهما، وكان أكثر تطوعه منفرداً، وصلى بحذيفة مرة، وبابن عباس مرة، وبأنس وأمه واليتيم مرة، وأمَّ أصحابه في بيت عتبان مرة، وأمهم في ليالي رمضان ثلاثاً، وكلها ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وقال النووي في المجموع: قد سبق أن النوافل لا تشرع الجماعة فيها إلا في العيدين والكسوفين والاستسقاء، وكذا التراويح والوتر بعدها إذا قلنا بالأصح : إن الجماعة فيها أفضل.
ولكن هناك نوافل كالسنن الراتبة مع الفرائض والنوافل المطلقة لا يجوز فيها الجماعة، ولكنه ليس مكروه في الوقت ذاته وقد نص الشافعي رحمه الله في مختصر البويطي والربيع على أنه لا بأس بالجماعة، ففي النافلة ودليل جوازها جماعة أحاديث كثيرة في الصحيح منها حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه ” أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه في بيته بعدما اشتد النهار ومعه أبو بكر رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين تحب أن أصلي من بيتك ؟ فأشرت إلى المكان الذي أحب أن يصلي فيه فقام وصفنا خلفه ثم سلم وسلمنا حين سلم ” رواه البخاري ومسلم، وثبتت الجماعة في النافلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية ابن عباس وأنس بن مالك وابن مسعود وحذيفة رضي الله عنهم، وأحاديثهم كلها في الصحيحين إلا حديث حذيفة ففي مسلم فقط، وذهب ابن حزم إلى استحباب الجماعة في مطلق النوافل.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى 23 / 111، (هذا النزاع الذى وقع فى القنوت له نظائر كثيرة في الشريعة فكثيرا ما يفعل النبى صلى الله عليه وسلم لسبب فيجعله بعض الناس سنة، ولا يميز بين السنة الدائمة والعارضة، وبعض الناس يرى أنه لم يكن يفعله فى أغلب الأوقات فيراه بدعة ويجعل فعله فى بعض الأوقات مخصوصا أو منسوخا إن كان قد بلغه ذلك، مثل صلاة التطوع فى جماعة، فإنه قد ثبت عنه فى الصحيح أنه صلى بالليل وخلفه ابن عباس مرة وحذيفة بن اليمان مرة وكذلك غيرهما، وكذلك صلى بعتبان بن مالك في بيته التطوع جماعة، وصلى بأنس بن مالك وأمه واليتيم فى داره، فمن الناس من يجعل هذا فيما يحدث من صلاة الألفية ليلة نصف شعبان والرغائب ونحوهما مما يداومون فيه على الجماعات، ومن الناس من يكره التطوع لأنه رأى أن الجماعة إنما سنت فى الخمس كما أن الأذان إنما سن فى الخمس، ومعلوم أن الصواب هو ما جاءت به السنة فلا يكره أن يتطوع فى جماعة كما فعل النبى ولا يجعل ذلك سنة راتبة كمن يقيم للمسجد إماما راتبا يصلي بالناس بين العشائين أو فى جوف الليل كما يصلي بهم الصلوات الخمس ،كما ليس له أن يجعل للعيدين وغيرهما أذانا كأذان الخمس ولهذا أنكر الصحابة على من فعل هذا من ولاة الأمور إذ ذاك).
فيجوز صلاة التراويح في البيت ولكنها أفضل إن كانت في جماعة، فشهر رمضان يأتي مرة كل عام وكذلك صلاة التراويح لا تأتي إلا معه في أيام قليلة كل عام، فلا تمنع نفسك من أدائها في جماعة فتنول الفضل العظيم في تلك الليالي المباركة.
اقرأ أيضًا: