المعجزة الاقتصادية اليابانية
في وقتنا هذا تعد اليابان من أعظم الدول من الناحية الاقتصادية، حيث أنها تقع في المرتبة الثالثة على مستوى دول العالم في الاقتصاد، على الرغم من أنها مرت بفترة عصيبة نتيجة سوء الأحوال أثناء الحرب العالمية الثانية، وبالرغم من ذلك فإن اليابان تقدمت تقدمًا كبيرًا عقب هذه الظروف السيئة وأصبحت من أكبر الدول اقتصادًا، وذلك ما يعرف بالمعجزة الاقتصادية اليابانية.
المعجزة الاقتصادية اليابانية
نبذة عن تطور الاقتصاد الياباني قبل الحرب العالمية الثانية
تفصل الحرب العالمية الأولى عن الحرب العالمية الثانية فترة زمنية تقدر بعقدين من الزمن، وخلال هذه الفترة نجد أن اليابان قد قامت بالعديد من التغييرات الهائلة في سياستها مستفيدة في ذلك بالسلام الذي ساد عالميًا خلال هذه الفترة، وفيها قامت اليابان بعمل سياسة عامة حديثة سعيًا لمواكبة الغرب.
وكان ذلك في الجزء الثاني من القرن التاسع عشر، وكانت هذه السياسة تحت مسمى تنمية القوة الاقتصادية والعسكرية (فوكوكو كيوهيي)، ومن هنا أصبحت اليابان على مقربة من بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية، وانتقل اجمالي الناتج المحلي للفرد من 23% و30% ليصل إلى 41% و42%، وقد كان تطبيق سياسة التحديث وفقًا لمرحلتين:
الأولى المساعدة في إنشاء الهرم الياباني، وكان ذلك عن طريق التوجه لأوروبا فقد استعانت اليابان بالنظام الحكومي الألماني، ونظام التعليم الفرنسي، ونظام الشرطة الفرنسي أيضًا.
المرحلة الثانية تمثلت في العمل على اقتصاد أكبر الشركات وتوسيعه، والاهتمام بكفاءة الصناعة والتعرف على تقنيات الإدارة الصناعية، ولكن عند اشتعال الحرب العالمية الثانية تدمر التقدم الذي أحرزته اليابان.
حيث قامت أمريكا بقذف كلا من هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين بقنابل ذرية، ونتيجة لذلك تدمرت اليابان تدميرًا أعادها إلى المربع الأول من حيث إجمالي الناتج المحلي للفرد، وأحاط باليابان بعد هذه الهزيمة العديد من الأعداء، كما أن السندات البنكية اليابانية والتي تضمنت قروض الحرب وتصنيع الأسلحة انهارت.
مرحلة المعجزة الاقتصادية اليابانية
بمرور الحرب العالمية الثانية حدث في اليابان خلال فترة ليست كبيرة نمو اقتصادي عظيم، وسميت هذه الظاهرة التاريخية بالمعجزة الاقتصادية اليابانية، فقد حدث ما يسمى بالحرب الباردة بمجرد انتهاء الحرب العالمية الثانية، واستطاعت اليابان حينها أن تستفيد من ذلك، وقامت الولايات المتحدة بتقديم العديد من المساعدات والتسهيلات لليابان.
كما أن الولايات المتحدة كانت تهدف إلى ايقاف الاتحاد السوفيتي عن التوغل في المحيط الهادئ بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك من خلال التواجد القوي للولايات المتحدة في اليابان، وُجد اعتقاد بأن الشعب الياباني سينهج نهج الشيوعية بسبب الفقر والحزن، ونتيجة لذلك سيتم السيطرة على المحيط الهادئ من قبل الاتحاد السوفيتي، فأعطت الولايات المتحدة الكثير من العناية والاهتمام باليابان ونموها الاقتصادي، وتميز الاقتصاد الياباني في هذه الفترة بما يلي:
1- وجود اتحادات مميزة لنقابات الصناعات الكبيرة والقوية.
2- وجود ميزة العمالة الدائمة ويعني ذلك ضمان العمل طوال العمر.
3- كانت العلاقة مع الموظفين الحكوميين علاقة حسنة طيبة، وذلك في أكبر الشركات والمصانع التي تحتوي علي العديد من العمال.
4- كانت الأجور السنوية في هذه السياسة مميزة.
5- وجود جماعات تتمتع بالترابط والقوة، وذلك بغرض خلق بيئة تعاونية بين البنوك والموردين والموزعين والمصنعين.
مساعدة البنك المركزي الياباني
كما قام البنك المركزي الياباني بمساعدة الاقتصاد الياباني عن طريق شراء السندات الضعيفة المتمثلة في قروض الحرب وصناعة الأسلحة، فكانت الوزارة المالية لليابان هي الأقوى وأساس النهضة الاقتصادية، وأصبح البنك المركزي تابعًا لها.
كما تم نقل ملكية الأراضي إلى الفلاحين من الاقطاعيين، وقد قرر ذلك المجلس العسكري للدول التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية، وذلك للحد من احتجاجات الفلاحين.
عاد العديد من المتهمين بارتكاب جرائم الحرب إلى مناصبهم وألقابهم السابقة وذلك نتيجة لتطبيق العفو العام.
كانت الأولوية العظمى لدولة اليابان أن يشمل النمو الاقتصادي المجتمع بجميع شرائحه، فهي لم تجعل السيطرة كاملة لكبار رجال الأعمال، فكانت تعلن استخدام أسلوب السوق الحر أمام دول الغرب ولكنها تخالف هذا الاسلوب.
نتيجة لذلك شهد الاقتصاد الياباني نموًا هائلًا تخطى 17% في عام 1955 ، وتمتع كل ياباني بثروة عظيمة في وقت قصير.
مما سبق يتضح أن السياسة الاقتصادية لليابان ساعدت في خلق المعجزة الاقتصادية اليابانية، وذلك بالتعاون مع كلًا من وزارة الصناعة ووزارة التجارة الدوليتين، وإلى وقتنا هذا يظل تأثير المعجزة الاقتصادية اليابانية بالرغم من أن النظام الاقتصادي والنظام السياسي في اليابان تعرض للعديد من التغييرات.
انظر أيضًا: ملخص الحرب العالمية الثانية
المصدر