دور المواطن في المحافظة على الأمن كبير، حيث يجب عليه مشاركة الأجهزة الأمنية التابعة لدولته في تنفيذ أحكام القانون، والتي من شأنها توفير الحماية للأفراد والجماعات.
وذلك من خلال الحفاظ على أرواحهم في المقام الأول، وأموالهم وممتلكاتهم وأعراضهم.
مدى أهمية الأمن والأمان للأفراد
يعد الأمن من أغلى المطالب الإنسانية وأعظمها، فمن خلاله تُحفظ وتصان النفوس والأديان، والأموال والأنساب والأعراض، وتقوم الحضارات، وتتطور الدول.
وتحقيق الأمن كان من أعظم مهام الرسل والأنبياء، وأهم مقاصد الكتب السماوية، فلا يقتصر نفع الأمن وفائدته على عمارة الدنيا وصلاحها، فحتى العبادة لا تستقيم ولا يكتمل نظامها إلا عند تحقيق الأمن.
يقول الله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}، فإن فقدان الأمن يكون سبب في نقص العبادات ويختل كمالها.
لذا كان الأمن مقدم على الرزق في مقام الطلب والدعاء، يقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ}.
والأمن نعمة تقوم عليها أسباب الحصول على النعم الأخرى، فالخوف لا يمكنه أن يبني مجتمعًا، ولا يزرع ثقة، ولا يحقق تواصل، ولا يربي جيل له عزيمة وقوة إرادة
أهمية دور المواطن في المحافظة على الأمن
يتمثل دور المواطن في المحافظة على الأمن في أكثر من ناحية، منها ما يتعلق بنفسه، ومنها ما يتعلق بعمله، ومنها ما يتعلق بأداء واجبه تجاه وطنه والعالم.
دور المواطن في المحافظة على الأمن بالنسبة لنفسه
إن كانت نفس الإنسان مطمئنة وآمنة، فإن هذا ينعكس على من حوله، وبهذا يتمكن من أداء واجباته بفعالية وإيجابية.
أما الخوف فإنه يعمل على شل حركة الإنسان ويعيق تقدمه، وقدرته على التجديد والإبداع والاستبصار.
والأمن الداخلي للإنسان يتحقق من خلال حسن إيمانه وصدقه، واعتقاده، وحسن فطرته، والتوافق معها دون إخلال.
عندما يؤمن الإنسان بصدق وإخلاص، ولا يخشى إلا من أظهر له عظمته وقدرته وآياته وغيرها من الأدلة والرسل والمعجزات يتحقق له السعادة.
وبهذا لا يضطر للخوف من أي مهدد بشري أو غير بشري، ويشعر بالأمن حتى وإن كان ضمن دائرة الخطر.
فهو يعلم أنه ما يصيبه من خير أو شر مقدر له ولا مفر منه.
دور المواطن في المحافظة على الأمن بالنسبة لعمله
يعتبر الأمن في العمل هام جدًا، حيث توفر المؤسسات والقطاعات المختلفة مساحة آمنة من أي تعديات على موظفيها.
وذلك من أجل تهيئتهم لإنجاز مهامهم بصورة فعالة تحقق مكاسب للمؤسسة والعاملين فيها، والدولة كذلك.
ومن الواجب على المواطن تجاه عمله أن يحافظ على أسرار عمله وكتمانها مهما انتقل بين الأعمال المختلفة.
كما يجب عليه أن يخدم المواطنين بفعالية ويعطيهم حقهم في تلقي الخدمة بأفضل صورة ممكنة، وبدون مخادعة ولا التواء.
دور المواطن في المحافظة على الأمن من خلال أدائه لواجباته تجاه دولته والعالم
مسئولية المواطن في الحفاظ على الأمن تجاه دولته والعالم كبيرة ويتحقق ذلك من خلال مراعاته لعدم تشجيع المعتدين والسكوت عليهم,
يجب على المواطن أن يتجنب أي مسلك إجرامي أو انتقامي أو ثأري، وعليه أن يترك ذلك للعدالة وعلى حسب ما يراه القانون حتى لا تصبح الدولة غابة وتحدث الفوضى.
كما يجب على المواطن أن يساعد الشرطة والقضاء عند ملاحقة المجرمين، وأن يتجنب اتهام الناس البريئة من أجل دوافع انتقامية أو خلافات شخصية.
بالإضافة إلى أنه يجب أن يكون إيجابيًا على المستوى الشخصي والعائلي والاجتماعي، ويتعاون مع الدولة في التخلص من البؤر الإجرامية.
ويجب عليه نبذ العنف وأي أمر يعمل على التفرقة والاختلاف بين أفراد الوطن الواحد أو حتى على مستوى المجتمعات الأخرى.
المصدر
- دور المواطنين خلال أوقات التحدي الأمني
- دور المنظمات غير الحكومية في تغيير العلاقات بين الدولة والمجتمع
- هل تعرف كل المسؤوليات التي لديك كمواطن؟