صلاة التراويح إن أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة هي صلاة العبد في جوف الليل، فمن يستيقظ ويوقظ أهل بيته للصلاة في هذه الأوقات يكتب عند الله من الذاكرين والذاكرات، وكذلك صلاة التراويح فهي صلاة القيام في شهر رمضان الكريم، ولها فضل عظيم فقال رسول الله ﷺ: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله: واعلم أنّ المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين وُفِّي أجره بغير حساب، فإن صلاة التراويح التي يؤديها المسلم في ليالي شهر رمضان تُعد من أعظم العبادات للتقرب من الله عز وجل، ولقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على أدائها وكذلك الترغيب فيها والدليل هو عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُرغِّبُ في قيامِ رمضانَ من غيرِ أنْ يأمَرَهم فيه بعزيمةٍ، فيقول: مَن قامَ رَمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تَقدَّمَ مِن ذَنبِه.
إن صلاة التراويح هي النافلة أي السنة المعروفة في شهر رمضان الكريم من بعد صلاة العشاء حتي آذان الفجر، فكان النبي صلى الله عليهوسلم أو من سن الجماعة في صلاة التراويح في المسجد، ثم تركها خوفاً من أن تفرض على أمة المسلمين فيما بعد، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس، فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس، فتشهد ثم قال: أما بعد، فإنه لم يخف علي مكانكم، ولكني خشيت أن تفرض عليكم، فتعجزوا عنها، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك.
وفي صحيح البخاري عن ابن شهاب قال: فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر، وصدراً من خلافة عمر رضي الله عنه، ثم إن عمر رضي الله عنه رأى أن يجمع الناس على إمام، فجمعهم على أبي بن كعب، واستمر عمل الأمة على ذلك، فعن عبد الرحمن بن عبد القارئ أنه قال:خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد كان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب، رواه البخاري.
– ويأتي في فضل صلاة التراويح في رمضان:
- غفران الذنوب، إن صلاة القيام أو صلاة التراويح في رمضان سبب من أسباب غفران الذنوب وتكفير سيئات المسلم، فقال رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).
- منزلة المتقين، يوضع المسلم إذا صلى التراويح في منزلة المتقين ويكتب له الله ثواب قيام ليلة كاملة، وذلك في قول الله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ*كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).
- يحشر مصلى صلاة التراويح في رمضان مع الصديقين والشهداء في الدار الآخرة.
- إن صلاة التراويح تقرب العبد من الله عز وجل وتجعله يسير على خطى الصالحين.
- إن صلاة التروايح تعال ثواب العمرة، حيثُ قال صلى الله عليه وسلم: (مَن مَشَى إلى صلاةٍ مكتوبةٍ في الجماعةِ، فهي كَحَجَّةٍ، ومَن مَشَى إلى صلاةِ تَطَوُّعٍ، فهي كعُمْرَةٍ).
اقرأ أيضا:
ما هي صلاة التراويح