من يباح لهم الفطر في رمضان ويجب عليهم القضاء أو الكفارة

إنجيتم التدقيق بواسطة: هبة سامي23 يونيو 2023
من يباح لهم الافطار في رمضان

من يباح لهم الفطر في رمضان ، صيام شهر رمضان فرض على كلّ مسلم ومسلمة، ممن بلغ الحلم واكتمل عقله، يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىۤ أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). ومن أفطر رمضان عامداً فهو آثم، وتجب عليه الكفارة إذا كان إفطاره بالطّعام والشراب، وكفّارة الإفطار هي القضاء، إما من فسد صومه بسبب الجماع فعليه بالكفّارة المُغلّظة بعد القضاء، وتكون بتحرير رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتاليين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً. ومن خلال هذا المقال سوف نقوم بذكر الفئة التي يباح لها الفطر في شهر رمضان .

من يباح لهم الفطر في رمضان

من يباح لهم الفطر في رمضان

من يباح لهم الفطر في رمضان ؟ هناك أصناف من المسلمين أبيح لهم الفطر في رمضان ،وهم :

من يباح لهم الفطر في رمضان المريض

الله عز وجل يقول: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185]؛ أي: كان مقيمًا حاضرًا، ﴿ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة: 185]، فالله عز وجل بدأ من المعذورين بالمريض، والمريض المراد الذي يُرجى برؤه، فالمريض الذي يُرجى برؤه يمكن تقسيم أحواله إلى ثلاث:

الحال الأولى: مريض لا يشق عليه الصيام ولا يضره: فهذا يجب عليه الصوم مثل مثلًا مريض السكر الذي لا يشق عليه الصيام ولا يضره، فهو وإن سُمِّي مريضًا، فإنه يجب عليه الصيام، ولا يجوز له ترك الصيام.

الحال الثانية: المريض الذي يشق عليه الصيام، ولكنه يضره: فهذا الذي يجوز له الإفطار، وعليه أن يقضي أيام أُخر؛ كما قال الله عز وجل ﴿ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾.

والحال الثالثة: المريض الذي يضره الصيام: فهذا يجب عليه الفطر حفاظًا على نفسه بأن كان الصيام يؤدي مثلًا إلى هلكته، أو تلف شيء من أعضائه، فإن هذا قد رخَّص له الله عز وجل، والآيات الأخرى التي تدل على وجوب محافظته على نفسه، توجب عليه الفطر، والله عز وجل يقول: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195]، ويقول: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الحديث الصحيح: (لا ضرر ولا ضرار)؛ حديث رواه ابن ماجه والدارقطني، والإمام مالك، وله طرق كما يقول الإمام النووي: وله طرق يقوي بعضها بعضًا.

فالمريض الذي الصيام يضره ويؤدي إلى هلاكه، فإنه لا يجوز له الصيام، ويجب عليه الفطر.

من يباح لهم الفطر في رمضان الحامل أو المرضع

من يباح لهم الفطر في رمضان المرأة الحامل والمرضع إذا خافت على ولدها أو خافت على نفسها؛ سواء خافت على نفسها، أو على ولدها، تخاف المرأة الحامل على جنينها أن يصيبه إسقاط أو سوء، أو كذلك تخاف المرضع على ولدها أن يقل لبنها عنه، ولا بديل لهذا اللبن مثلًا، فيضر ذلك بالطفل، فإنه يجوز لها أن تفطر، وكما روى الصحابي الجليل أنس بن مالك الكعبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله وضع شطر الصلاة عن المسافر، والصوم عن المسافر والمرضع والحبلى)، فالمرضع والحبلى وضع الله عز وجل عنهما الصوم، فدل ذلك على أن المرأة الحبلى والمرضع إذا خافت على نفسها أو على ولدها، جاز لها الفطر في نهار رمضان، وعليها أن تقضي عدة من أيام أخر بعدد الأيام التي أفطرت فيها.

إذا كانت المرأة قد خافت على نفسها أو خافت على نفسها وعلى ولدها، فإنه هنا ليس عليها كفارة، لماذا؟ لأنها ملحقة بحكم المريض، أما إذا خافت على ولدها فقط، فهنا يجب القضاء، أو كفارة إطعام مسكين عن كل يوم أفطرت فيه، يتحمله ولي الطفل.

المرأة الحائض أو في وقت النفاس

من يباح لهم الفطر في رمضان الحائض والنفساء، الحائض والنفساء معذورة، بل لا يصح منها الصيام أبدًا، والنبي صلى الله عليه وسلم قال في المرأة: (أليست إذا حاضت لم تُصلِّ ولم تصم)، فإذا حاضت المرأة، فلا يصح لها صيام، وعليها أن تقضي ما أفطرته من الأيام متى ما انقضى الشهر، وهي لا شك إذا طهرت وجب عليها أن تصوم بقية الشهر الذي أفطرت فيه، وأن تقضي هذه الأيام أيضًا بعد خروج الشهر، وقد سئلت عائشة رضي الله عنها: لماذا تقضي الحائض الصوم، ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: إن ذلك كان يصيبنا، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة.

إذا طهرت المرأة أثناء النهار، هل يلزمها الصيام؟ مثل ما قلنا في المسافر، يعني الخلاف والترجيح، فلا يلزمها الصوم على الراجح، ولها الفطر؛ لأن هذا اليوم الذي أفطرت بعضه بسبب الحيض، لا يلزمها أن تصوم باقيه.

إذا طهرت المرأة أيضًا قبل الفجر ولو بلحظة، فإنه يجب عليها الصيام، ولو لم تتطهر من الحيض إلا بعد طلوع الفجر الثاني لا يضرها.

من يباح لهم الفطر في رمضان

كبار السن

من يباح لهم الفطر في رمضان الشيخ الكبير الذي يعقل، ولكنَّه يَعجِز عن الصيام؛ يعني: نقول: عقله معه، ولكن لا يطيق الصيام لتقدُّمه في السن، وكالمريض أيضًا الذي لا يُرجى برؤه، كأن يكون مريضًا بأحد الأمراض المستعصية؛ مثل مرض الكُلى، فمريض الكلى أو نحو ذلك من الأمراض، لا يُرجى شفاؤه، ولا يتمكَّن معها من الصيام، فهذا يفطر ويكفِّر عن كل أن يطعم كل يوم مسكينًا، وقد حدث هذا مع بعض الصحابة، فأفطروا وكفَّروا، والكفارة يجوز إخراجها للشهر في بدايته كاملة أو في نهاية الشهر، أو كل يوم بيومه، المهم عن كل يوم إطعام مسكين، ويقدَّر ذلك بكيلو ونصف، وإن غدَّى أو عشَّى كل يوم مسكينًا جازَ، وإن جمع بعدد الشهر مساكين، فغدَّاهم أو عشَّاهم يومًا ما، جاز ذلك، كل هذه السبل جائزة، المهم أن المريض الذي لا يُرجى برؤه والعاجز عجزًا مستمرًّا كالكبير في السن مع ثبات عقله، هؤلاء يفطرون ويكفِّرون.

من يباح لهم الفطر في رمضان المسافر

أباح الله عز وجل للمسافر الإفطار ، ولكن يجب أن يكون سفرا مباحا وليس من أجل التحايل على الله ، كما قال الله تعالى ﴿ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة: 185] ، وقد أجاز الله سبحانه وتعالي الإفطار للمسافر في كل الأحوال حتى وأن لم يكن به مشقة ، ولكن عليه القضاء تلك الأيام بعد شهر رمضان.

من أفطر لدفع الضرورة

من إنقاذ معصوم أو غريق، أو حريق ونحوهما، وكذا من احتاج للفطر للتقوي على الجهاد، فإذا الإنسان احتاج لإنقاذ مسلم من هلكة، كأن يكون قد وجد شخصًا غريقًا، وأراد التقوي على إنقاذه من هذه الهلكة، فشرب للتقوي على ذلك، فإن ذلك يجوز، بل يكون مأمورًا بهذا الأمر؛ لأن فيه دفعَ وإنقاد مسلم من هلكة، فكان لمثل هذا الفطر، كذلك لو شبَّ حريق وأراد التقوي على إطفائها بالأكل أو الشرب، فهذا ممكن الآن، مثلًا رجال الإطفاء لو حدث شيء في رمضان، ولم يمكنهم مقاومة مثل هذا الحريق إلا بالإفطار، جاز لهم الإفطار، إذا كان ذلك لدفع ضرورة من إنقاذ هلكة، أو أموال خشية تلفها من مثل هذه الحرائق التي يسري ضررها إلى الممتلكات وإلى الأنفس.

الإفطار للتقوي على الجهاد

من يباح لهم الفطر في رمضان الفطر للتقوي على الجهاد مما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فإذا احتاج المسلم للتقوي على الجهاد، وكان ذلك في نهار رمضان – لدفع العدو – فإنه يجوز له أيضًا الفطر

وهنا سؤال يتكرر وهو يتعلق بأصحاب المهن الشاقة الذين يعملون مثلًا في مناجم الفحم، وما في حكمها، فهل يجوز لهم الإفطار؟ ونقول: لا، لا يجوز لهم الإفطار، بل عليهم الصيام واجتناب الأعمال في هذا الشهر إذا كان عندهم ما يغنيهم عن الكسب، يأخذ له إجازة، أو أي سبيل من السبل التي ينفك بها عن هذا العمل في هذا الشهر؛ ليقوم بهذا الواجب العظيم، فيفعل ذلك.

اقرأ أيضًا:

اهم النصائح للحامل في رمضان

فوائد رمضان الصحية

دعاء اللهم بلغنا رمضان مكتوب

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى