علاج الجرعة الزائدة من الدواء في البيت، قد يتعرض شخص ما بشكل إرادي أو عرضي إلى مشكلة الجرعة الدوائية الزائدة، وقد يحدث هذا الأمر في المنزل، لذلك عليك أن تعلم كيف تتعامل مع تلك الحالات بشكل صحيح؛ لأنها قد تؤدي إلى الموت. دعونا نتعرف على علاج الجرعة الزائدة من الدواء في البيت.
علاج الجرعة الزائدة من الدواء في البيت
إذا كنت موجودًا مع الشخص حينما تناول جرعة زائدة، فهناك بعض الخطوات التي تستطيع اتخاذها لكي تساعده من أجل علاج الجرعة الزائدة من الدواء في البيت، حيث قد تؤدي معرفتك مسبقًا بما عليك فعله إلى توفير الوقت لحماية الشخص من الإعاقة الدائمة أو الوفاة، وهذه الخطوات تشتمل على ما يلي:
محاولة طمأنة المصاب
يجب عليك أن تكون هادئًا ومن المهم عدم الذعر، حافظ على هذا الأمر، حيث إنك إذا أظهرت للمصاب قلقك، فإن ذلك قد يزيد من الموقف سوءًا ويسبب القلق له ولكل من حوله، ابق مع ضحية الجرعة الزائدة إذا كان واعي، وأخبره أن كل شئ سيكون على ما يرام، وحاول الحصول على رد منه إذا لم يكن واعٍ.
الاتصال بالطوارئ
إن الجرعة الزائدة من الدواء هي حالة طبية طارئة، لذلك عليك الاتصال فورا بالطوارئ لكي يرسلوا فريق طوارئ إلى المكان، ويجب عليك أن تزودهم بالكثير من المعلومات، بما في ذلك الطول والوزن والجنس وعمر الشخص الذي تناول الجرعة الزائدة، وقد يخبرونك ببعض التعليمات، وإذا كان الشخص فاقدًا للوعي، فقد يطلبوا منك أن تضعه على جانبه حتى لا يختنق إذا تقيأ.
تقييم أعراض الجرعة الزائدة
إذا كانت الضحية واعية، فعليك أن تسأله عن الأدوية التي تناولها، خلاف ذلك قد يتطلب الأمر تحقيقا لتحديد الأدوية التي قام بتناولها، حيث لابد من فحص المنطقة من أجل العثور على الدواء الذي تم استخدامه، وقد تساعد الأعراض الظاهرة على الضحية في تحديد نوعية الدواء.
معالجة الجرعة الزائدة
إذا أمكن يمكنك أن تقدم علاج الجرعة الزائدة من الدواء في البيت بأسرع ما يمكن، فإذا كانت الضحية لا تتنفس، عليك البدأ في CPR (الانعاش القلبي الرئوي) ويمكن للطوارئ أن يعطونك تعليمات CPR عبر الهاتف، وفي حالات تناول جرعة زائدة من المواد الأفيونية، قد يتم إعطاء Narcan أو Naloxone لعكس الآثار.
أعراض الجرعة الزائدة
إن الجرعة الزائدة هي عبارة عن مستوى مرضي من سمية الدواء، حيث أنه يتواجد في الجسم بشكل يفوق الأداء الفسيولوجي الطبيعي، وتختلف أعراض الجرعة الزائدة طبقا للدواء الذي تناوله الشخص، لذلك لا يكون من السهل التمييز بين أعراض الجرعات الزائدة من مجرد تعاطي العقار؛ لأن بعض الآثار الجانبية للعقار قد تكون موجودة في كلتا الحالتين.
يمكن لبعض الناس أن لا يدركوا أنهم يعانون من جرعة زائدة، بالاخص إذا كان جسمهم معتاد على تأثير هذا الدواء، وقد تتضمن بعض الأعراض العامة الخاصة بالجرعة الزائدة ألم شديد بالصدر، أو صداع حاد، أو التعرض لنوبات، أو صعوبة بالتنفس، أو هذيان، أو قلق، وقد تشمل الأعراض الأخرى ما يلي :
– تغير درجة حرارة الجسم الطبيعية مثل ارتفاع أو انخفاض بدرجة الحرارة.
– فقدان الوعي.
– التنفس بشكل غير طبيعي.
– نبضات سريعة أو بطيئة أو غير منتظمة.
– تغير لون الجلد، حيث قد يصبح شاحب أو مزرق في حالة نقص الاكسجين، وقد يصبح متورد أو متوهج في حالة فرط نشاط القلب والأوعية الدموية.
علاجات الجرعة الزائدة
غسيل المعدة
ويتم ذلك عن طريق إدخال أنبوب من خلال الفم يمر بالمرئ ويصل إلى المعدة، ويتم من خلاله إدخال السوائل ثم شفطها العديد من المرات لكي يتم إخراج الدواء الذي ابتلعه المريض حتى لا ينتقل من المعدة إلى الأمعاء، وبذلك تقل نسبة امتصاص الدواء في الدم، وتلك العملية مفيدة إذا تم اجراءها في غضون نصف ساعة إلى ساعة من تناول الدواء.
الفحم المنشط
وهي مادة يتم اعطائها للمصاب من خلال الفم، وتقوم تلك المادة بالارتباط بالدواء الذي يوجد في المعدة أو الأمعاء وتعمل على منع امتصاصه في الدم، حيث يخرج الدواء مع البراز، ويتم اللجوء إليها في حالة مرور 4 ساعات على تناول الدواء.
إعطاء المهدئات
قد يتم اللجوء في بعض الأحيان إلى إعطاء المهدئات للمصاب أو تقييده، وذلك في حالة إذا كان عنيفًا أو يشكل خطر على الأطباء أو على نفسه.
إعطاء دواء مضاد للدواء المسمم
في بعض الأحيان تتوفر أدوية مضادة للدواء المسمم، ويعمل إعطاءه للمريض على التقليل من خطورة الأضرار التي قد يتعرض إليها بالجرعة الزائدة من الدواء، ولكن من الجدير بالذكر فإنه لا تتوفر أدوية مضادة لكافة أنواع الأدوية.
متابعة حالة المصاب وتقييمها
لابد في النهاية من الاستفسار ومعرفة السبب الذي أدى إلى تناول المريض لجرعة زائدة، ففي حالة إذا كان السبب هو محاولة الإنتحار، فلابد من استشارة طبيب نفسي لكي يقيم الوضع النفسي للشخص، وبعد أن يخرج المريض من المستشفى، لابد من متابعة حالته الصحية للتأكد أنه لم يحدث له أي أضرار في أعضاء جسمه.
مخاطر بعيدة المدى من الجرعات الزائدة
غالبًا ما تكون أعراض التسمم بالجرعات الزائدة مؤقته، وبعد علاجها وإزالة الدواء من جسمه يعود الشخص لعافيته بشكل طبيعي، ولكن في بعض الأحيان قد يتعرض الشخص لبعض المخاطر بعيدة المدى وهي قد تتضمن ما يلي:
– تعرض بعض أعضاء الجسم مثل الكبد والكلية للأضرار.
– قد يتعرض الشخص لضرر عصبي دائم بسبب حرمان بعض خلايا المخ من الأكسجين لعدة دقائق وموتها نتيجة لتباطؤ عمل القلب أو التنفس.
– في حالة تناول الشخص لجرعة زائدة بدافع الانتحار وعدم خضوع الشخص لعلاج نفسي، فإنه يصبح في خطر تكرار الأمر مرة أخرى.