ما هو جهاز التحكم عن بعد ريموت كنترول
أصبحت مظاهر التكنولوجيا الحديثة تحيط بنا من كافة الجهات بل وتتواجد في أدق تفاصيل الحياة بحيث لا يمكن الإستغناء عنها فنجد على سبيل المثال الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر والمعدات المتطورة التي قلبت حياة الإنسان رأساً على عقب.
ولكن بالنظر إلى أدق تفاصيل تلك التكنولوجيا الحديثة المتواجدة في منازلنا منذ سنوات طويلة وهو الريموت كنترول أو جهاز التحكم عن بعد، ذلك الذي أصبح يرتبط بالكثير من الأجهزة الإلكترونية والمنزلية الحديثة، ولذلك دعونا نصحبكم في جولة شيقة ومثيرة نستعرض من خلالها فكرة عمل ريموت كنترول وكيف تم تطبيقها بل وبعض الأضرار التي تعود على الإنسان عند استخدامها، فتابعونا.
ما هو جهاز ريموت كنترول
جهاز الريموت كنترول هو عبارة عن جهاز إلكتروني صغير يعتمد على بعض الموجات والأشعة تحت الحمراء أو ال Infrared التي تقوم بإرسال وإستقبال بعض الرسائل الغير مرئية والتي يتم ترجمتها وقراءة تلك الشفرات بطريقة ما لكي يبدأ الجهاز الآخر في تنفيذ ذلك الأمر بكل سهولة، وهو بالطبع لا يعتمد على أي أسلاك أو خيوط تجمع بينهم وبين الجهاز الآخر.
فقط يتم توافر شريحة إلكترونية في كلا الجهازين يتم من خلالها إتمام عملية الإرسال والاستقبال بكل سهولة وعلى بعد يتخطى ال الألف نانو متر حسب قوة الجهاز ونوع التقنية المستخدمة بها، ويُعد ريموت التلفاز هو أحد اشهر تلك الأجهزة حيث يعمل على تغيير الإشارات والقنوات وضبط الإعدادات من خلال ترجمة الإشارات أو التعليمات التي يقوم بها المستخدم، وذلك من خلال الإعتماد على بطارية ذات شحنات كهربائية تمد الجهاز بالطاقة الكهربائية اللازمة.
ومع التطور العلمي والتكنولوجي ظهرت الكثير من الأجهزة الإلكترونية المتطورة التي أصبحت تعتمد على جهاز التحكم عن بعد بصورة كاملة بجانب التلفاز فنجد على سبيل المثال أجهزة الراديو أو المسجل وكذلك أجهزة التكييف والمبردات الهوائية.
بل وأجهزة ألعاب الفيديو ومكبرات الصوت وأبواب السيارات، فضلاً عن بعض الستائر الحديثة التي ظهرت في الآونة الأخيرة والتي يتم من خلالها تركيب شريحة ما متطورة للغاية تقوم بتنفيذ بعض التعليمات من قبل المستخدم وإستقبال الأشعة بواسطة الريموت كنترول بحيث تعتمد على الهواء أو الفراغ من أجل نقل تلك الأشعة بكل سهولة.
تاريخ ظهور جهاز ريموت كنترول
أما عن تاريخ ظهور جهاز الريموت كنترول فهو يرجع إلى نهاية القرن التاسع عشر وتحديداً في عام 1894 م، عندما قام العالم الكبير اوليفر لودچ بعرض مخطط أو نموذج يوضح فيه طريقة عمل جهاز الجلفانوميتر بدون اي روابط أو أسلاك، ومن ثم تبعه العالم نيكولا تسلا عندما قام بتوفير نموذج مجسم يصور به عدة قوارب تسير بطريقة ما من خلال التحكم بها عن بعد بإستخدام موجات الراديوية وذلك في عام 1898 م.
ولم تتوقف عند ذلك محاولات العلماء عند اختراع جهاز التحكم عن بعد حيث تم التوصل إلى اختراع يعتمد على الموجات الكهرومغناطيسية من أجل تشغيل الرجل الآلي الذي يدعى تيليكينو أو Telekino على يد العالم ليناردو كفيدو في أكاديمية باريس للعلوم وذلك في عام 1903 م، مما جعله يحصل على براءة اختراع في مختلف الدول الأجنبية في ذلك الوقت مثل إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة، إلى أن وصلنا إلى الحرب العالمية الثانبة في ثلاثينات القرن العشرين حيث تم تصنيع أول جهاز ريموت كنترول.
ومنذ ذلك الحين واتجهت الكثير من الشركات الإلكترونية بتصنيع وتطوير أجهزة التحكم عن بعد أو الريموت من أجل تشغيل أجهزة الراديو تناسب الموديلات المتطورة، إلى أن تم إطلاق أو جهاز تحكم في عام 1939 يعمل عن طريق البطارية ويقوم بارسال واستقبال موجات الراديو وأطلق عليه جهاز فيلكو ميستري.
إلى أن تطورت أشكاله وإمكانياته في وقتنا الحالي بحيث تناسب مختلف الأجهزة الإلكترونية من سماعات ستيريو وسماعات بلوتوث وكذلك أجهزة التلفاز والتكييف والألعاب الإلكترونية وأنظمة الأمان عالية الجودة.
آلية عمل الريموت كنترول
أما عن الآلية أو التقنية التي يعتمد عليها جهاز الريموت كنترول أو التحكم عن بعد فهي تختلف طبقاً لنوع الأشعة التي يعتمد عليها فنجد على سبيل المثال الأشعة تحت الحمراء فهي تعتمد على رسالة رقمية محددة يتم إرسالها إلى الجهاز الآخر لكي يقوم بفك الشفرة وترجمة الأمر ومن ثم تنفيذه خلال جزء من الثانية أو زمن قياسي صغير للغاية.
والتي تتواجد غالباً على شكل أشعة تسير في خطوط مستقيم تربط بينها وبين الجهاز الآخر، ولذلك عند وجود حائل أو أي جسم معدني يمر من أمامها فإنها تفقد قدرتها على العمل بصورة كاملة.
بحيث تعتمد تلك الأجهزة على أرقام بداية من الصفر حتى رقم تسعة وكذلك يتم توفير مختلف الشفرات الأخرى التي تظهر للمستخدم على شكل خيارات مثل زر القائمة الرئيسية أو الإعدادات وكذلك حذف بعض الملفات او استرجاعها حسب ريموت الجهاز الإلكتروني حيث تختلف نوع الشفرة تبعاً للمعايير التي قامت الشركة المصنعة بتطبيقها في الجهاز.
أما عن النوع الآخر وهو الذي يعتمد على أمواج الراديو والتي تعتمد على نظام الذبذبات كما هو متواجد في أشعة البلوتوث تلك التي تحمل عدة إشارات أو أوامر من المستخدم ويتم تنفيذها بصورة معقدة إلى حد ما، حيث إنها لا تسير في خطوط مستقيمة كما هو الحال في الأشعة تحت الحمراء ولكنها تأتي على شكل أمواج تزداد حسب القرب أو البعد من كلا الجهازين مثل ريموت السيارة أو جراچ المنزل، ويمكن أن تخترق أو تصل إلى الجهاز الآخر بكل سهولة حتى ولو تواجد اي حائل بينهم.
استخدامات الريموت كنترول
بالطبع أصبح جهاز الريموت كنترول متواجد في حياتنا اليومية بصورة كبيرة بحيث يسهل علينا الكثير من المهام، فنجد على سبيل المثال أنظمة الأمان تلك التي تتواجد في المنازل أو المصانع والشركات الكبرى بحيث يتم غلق الأبواب والنوافذ والأقفال بصورة كاملة عند بعد من خلال تلك الأشعة المتطورة.
بل وتعتمد اغلب ألعاب الأطفال على تلك الأشعة مثل السيارات أو الطائرات التي تسير بدون قائد من خلال تلك الموجات أو جهاز ريموت صغير للغاية ولكنه يعتمد على أشعة متطورة للغاية تمكنها من الطيران أو السير بكل سهولة، فضلاً عن توفير مختلف ألعاب الفيديو التي تعتمد على ذراع تحكم مثل رمي الكرة أو قتل الأعداء في بعض الحروب الإلكترونية.
اضرار أجهزة التحكم عن بعد
أما عن اضرار أجهزة التحكم عن بعد أو ريموت كنترول فهي تتمثل في تأثير تلك الأشعة على جسم الإنسان وتلوث الغلاف الجوي الذي يحيط به ولاسيما بعد إنتشار تلك الأجهزة الإلكترونية الحديثة والمتطورة التي تعتمد بشكل أساسي على أجهزة التحكم عن بعد،مما تجعل المنزل أو الشركة وكذلك صالة الألعاب مليئة بالكثير من الموجات التي تنعكس على الجدران ومن ثم تؤثر على الجسم.
ولكن يمكن أن يتم التصدي لتلك التأثيرات الإشعاعية بصورة كبيرة من خلال توفير ضوء الشمس الذي يعمل على تنقية الهواء بشكلٍ كامل من تلك الإشعاعات ويخفف من تأثيرها على الجسم، كذلك يتم الإستعانة ببعض المصابيح الكهربائية أو النيون التي تعمل على حصر تلك الأشعة وعدم وصول اي تأثير سلبي إلى جسم الإنسان.